حمل المؤتمر الصحفي لنقابات التعليم المشاركة في الاضراب رسائل مشفرة قرأها البعض ضمنيا في إطلالة المدرسين بعيد انتهاء اضراب 5 ايام.
الرسالة الأولى هي رسالة تهدئة وتطبيع مع إدارة التعليم وتقديم أحد النقابيين الاعتذار للمدير الجهوي بعد بعض الأوصاف التي أطلقوها في يوم الاضراب الأول فيما اعتبر هدوء بعد حرب ضروس في ايام الاضراب وصلت حد تبادل التهم بين الطرفين.
وحمل المؤتمر الصحفي ضمنيا فيما يبدو عودة الأمور إلى نصابها فقد عبر أحد النقابيين البارزين أنهم ليسوا في صراع مع أي أحد وانهم يمارسون حقا مشروعا وبالتالي يرون ضرورة عدم مضايقتهم وهي لغة مغايرة للغة الاضراب القوية اتجاه مدير التعليم.
الرسالة الثانية هي بقاء الوحدة النقابية أقوى والتنسيق المشترك بغية إجهاض كل جهد ساعي إلى شق الصف والوقوف له بالمرصاد باعتبار أنها من أهم المكاسب التي تحققت في السنوات الأخيرة وجعلت للعمل النقابي قيمة إضافية وحولت المدرسين إلى أسرة واحدة في المدينة.
وحدة النقابيين فيما يبدو بالنسبة للتنسيقية كل من يحاول المساس بها فإنه يلعب بالنار و سيتلقى الرد القاسي وهي ربما رسالة إلى ان الرهان على تفكيك الوحدة رهان خاسر وسيكون صاحبه محل استهداف مباشر من قبل الطيف النقابي في المدينة.
فيما لم يغب عن المؤتمر الصحفي نمط العلاقة بين المدرسين والتعليم الحر وأسلوب العلاقة القائمة على أساس العقود المفتوحة ،وعدم ارتباطه بشكل قانوني بالإضراب وكونه ليس بتلك الافضلية التي يتصور البعض نتيجة ضعف المردود الاقتصادي له في مقابل حجم الأرباح التي يحقق معلنين عن جولة قادمة اتجاهه لكي يحسن من الظروف.
فيما كانت الرسالة الرابعة هي كشف النقابيين عن حجم من الضغوط قالوا انها موثقة حول تعرضهم للضغوط من طرف العديد من الجهات ووصل الأمر إلى حد الاستجداء لهم من قبل المدير الجهوي للتعليم معتبرين ان كل تلك الجهود تحطمت عبى صخرة إرادة المدرسين القوية والتي فشل الكثيرون في التصدي لها.
فيما كانت الرسالة الخامسة هي تعطشهم الى اضراب جديد استعدادهم لرص الصفوف وتوحيد الجهود لمواصلة مسار النضال حتى تتحسن الظروف ويتم فتح باب المفاوضات بينهم والوزارة لكي يتم نقاش العريضة المطلبية بدل سياسة التجاهل التي قامت بها الوزارة.
غير ان متابعين يرون في الإعلام السلاح القوي الذي استثمره مدرسو نواذيبو واستطاعوا من خلاله مواجهة الوزارة من خلال توثيق كل صغيرة وكبيرة ، وإظهار كل المستجدات وهي الميزة التي تفوقوا بها على زملائهم في الولايات الأخرى التي لم تجد من الزخم ما وجده المدرسون في نواذيبو.