الى المدافعين عن الحقوق في وطني العزيز /محمد ولد الربيع

سبت, 30/04/2022 - 08:37

منذ سنوات ونحن نرى تحركات حقوقية فئوية ...ترى هل هذا النمط من الحركات صالح لوطننا..؟قبل الإجابة  اعرج قليلا على تاريخ هذه الارض الغالية علينا جميعا..لا يعرف المؤرخون سوى القليل عند هذه الارض التي اطلق عليها البعض بحر الرمال والمنكب البرزخي والارض السائبة ...الخ...

سكنت في الارض قبائل زنجية وصنهاجية قبل الاسلام ..ولا يهمنا ما قبل الاسلام ..

ومنذ دخول الاسلام قامت امارات صنهاجية وزنجية 
وكانت الحرب بين الجميع تساهم في استرقاق المهزومين ..
جاء  المرابطون وهم اهم حركة اسلامية
 لكنهم سرعان ما توجهوا للشمال ..سيطروا على المغرب واسبانيا وتركوا هذه الارض ذات المحيط القاسي والتي رجعت للفوضى بعد وفاة ابي بكر بن عمر...  وما بين تاريخ وفاته الى وصول قبائل بني حسان هناك ظلمة في التاريخ ..المتوفر من المعلومات قليل جدا...
شكل بني حسان امارة اولاد رزك التي اطاح بها المغافرة في القرن 11 الهجري واطاحوا بالحركة الامامية في الجنوب الغربي خاصة في منطقة اترارزة وشكلوا امارات داهمها المستعمر الفرنسي  اولا عبر تشجيع الحروب بينها قبل ان يضعفها
 و يبسط سيطرته بتكلفة باهظة في الارواح لم يكن يتوقعها.
حافظت الامارات الحسانية والامارات الصنهاجية على تقسيم المجتمع المتوارث (سبع طبقات هي حملة السلاح ويقال لهم العرب وحملة القلم ويقال لهم الزوايا و المغنيين ويقال لهم اكاون والفنيون الحدادون ويقال لهم المعلمين والرعاة ويقال لهم بعد سيطرة لغة بني حسان يقال لهم آزناك والحراطين وأخيرا العبيد).
كانت العبودية في الاسلام واضحة للفقهاء بدليل مكتوب الشيخ احمد باب التنبكتي: مجلوب الرقيق...غير ان سيطرة الاروبيون على السنغال ولاحقا على مالي وعلى شواطئ المحيط الاطلسي سيشجع تجارة الرقيق نظرا لحاجة الغرب للعمالة وخاصة في العالم الجديد..أمريكا...
وكان السكان يدخلون في الحروب وكل منهم يبيع ابناء المغلوب...
عاني العبيد بيضا وسودا ...
كثيرا من الذين اخذوا بالقوة تم شحنهم من اجريدة وشواطئ بورتانديك او جزيرة التيدرة خاصة الى البرتقال وكلهم بيض لأن الملك البرتقالي لا يرغب 
في العبيد السود..
كما عانى العبيد السود الذين شحنوا من ليبريا ومن ميناء العبيد في السنغال في جزيرة كوره.. مات بعضهم في الطريق وكان الغربيون يعذبونهم ويقطعوا ايد العبد  امام الآخرين ليقولوا لهم هذا مصير من كان انتاجه ضعيفا...واعتبروهم حيوانات 
واقاموا لهم حدائق كحدائق الحيوان (في فرنسا لم تغلق هذه الحدائق إلا في سنة 1924)...

هذه الفوضى والتسلط والقوة راح ضحيتها مئات الآلاف من الأبرياء الذين ولدتهم اماتهم احرارا...وصار للجميع عبيد...
فقد امتلك الزنوج العبيد ومن عبيدهم بيض حصلوا عليهم من الحروب (مثلا حروب الحاج عمر الفوتي )
ومن العبيد كذلك سودا وهم الأكثر .
كما ملكت الطبقات الستة بمافيها طبقة الحراطين  ملكت عبيدا ...
بدأ الاستعمار الفرنسي فعليا سنة 1903 (عام شاكس) ونالت البلاد استقلالها سنة 1960...
57 سنة من الاستعمار لم تغير شيئا سوى زرع الفتنة وتحطيم الأنظمة التي كانت قائمة ..
ويقول البعض رب ضارة نافعة ...حصلنا على دولة مركزية مثقلة بتركة ثقيلة ...
بدأنا بخطوات حثيثة ..
ومبكرا اعلن وزير في حكومة الاستقلال تحريم العبودية...لكن لم يغير قراره من الواقع....فقد ظلت العبودية موجودة...

جاءت حرب الصحراء وسقط الحكم المدني وكادت دولتنا ان تضيع وتصبح لقمة سائغة للجيران...
حرم العسكريون العبودية وتم تحيق نجاح نسبي
 ثم جاءت ديمقراطية لابول وافرانسوا ميتراه فخلع العسكر البزة وحكموا من خلال دستور ساوى بين المواطنين وساهمت التعددية الحزبية والنقابية والمجتمع المدني في القضاء على العبودية البشعة 
واليوم لم تعد العبودية موجودة وحتى الطبقية التقليديو انهارت وحل مكانها نوع آخر هو الطبقية الرأسمالية ..
 
فصار المال هو المتحكم كما هو  الحال في كثير 
من بلدان العالم...وصار من يملك وظيفة في الدولة ينهب المال العام...إلا من رحم ربي...وهم قلة ...يستوي في ذلك كل المنحدرين من الطبقات السابقة ..
وقام هؤلاء الموظفون حفاظا على مصالحهم الانتخابية باستغلال الجهل المنتشر في البعض.. 
قاموا بمواصلة تقسيم الشعب الموريتاني مما جعل الانظمة السابقة تستغل لكل طبقة موظفون منها مكلفون باستغلالها انتخابيا منتهزين الجهل ونقص الوعي.. 
غير ان السنوات الاخيرة ومع انتشار الاعلام ووسائل التواصل بدا الانتهازيون  يفقدون  أرضيتهم التفريقية التي اعتادوا عليها والتي كانت طريقهم لتكديس الاموال على حساب الفقراء.. وهم كانوا يشار إليهم بآفكاريش...لأنهم سرقوا اموال الشعب.. !
     
بعد هذه المقدمة 
نرجع للسؤال
ترى هل هذا النمط من الحركات صالح لوطننا..؟!

إن المطالع المنصف لا شك يعرف ان مشكلتنا اليوم  لم تعد العبودية بل الثالوث:

1.العدل
2.التعليم ونقص البنى التحتية الاخرى كالصحة والمرافق العامة والبطالة كنتيجة للنقطة 3.
3.استقلال المنصب للنهب والفساد واستغال اصوات المغلوبين على امرهم عبر حملات وهمية تهدف الى تأخير نهضة الشعب الموريتاني عبر مواصلة تقسيمه لغاية في نفس يعقوب (المناصب والنفوذ والمال)

العدل هو اساس اساس الملك وان تحقق تختفي
 لا محالة النقطتان 2 و 3.
اما النقطة 2 فلا سبيل لاختفائها دون القضاء على الاسباب التي هي النقطة 3  والتي تحتاج تحقيق العدل (النقطة1).
ومنه نلاخظ ان الحركات الحقوقية القائمة هي حركات سياسية تبحث عن مصالح اعضائها ومن اقرب مثال على ذلك حركة إيرا التي صار رئيسها يتجول في الغرب وينزل في الفنادق ويترشح للرآسيات مستغلا ضعاف العقول الذين لا يعيش واقعهم.
كان الزعيم غاندي محاميا في جنوب افريقيا يلبس بدلة جميلة وعندما قرر الدفاع عن شعبه ووطنه اكتفى بقطعة قماش لا تستر جسمه وعاش مع الفقراء...معتبرا ان من لم يساكن الفقراء لن يشعر بمعاناتهم....
وهذا هو النضال الفعلي وليس نضال الفنادق والسيارات الفارهة الذي هو استغلال للشعب تنتج عنه عبودية حقيرة تجعل من برام وامثاله ملاك جدد للعبيد باسلوب جديد لا يخفى على الشعب
 وهو حاليا في حالة سقوط حر بسبب تزايد الوعي في صفوف الشعب الذي يعاني جله وبمختلف الوانه واصوله بسبب الثالوث المذكور في  النقاط اعلاه  والتي منها صنيع بيرام وامثاله.  .وليس بسبب العبودية التقليدية التي لم تعد موجودة  .. 
ومن هذا التحليل نصل الى ان الشعب الموريتاني المسلم خلاصه في وحدته ضد الثالوث وضد
 من يعزف على وحدته وحقوقه ..
 
فلماذا لا تكن مسيرة الحقوق تطالب بحقوق الشعب الموريتاتي بدلا من تجزته وهل نستطيع بناء دولة تجمعنا دون المطالبة بحقوق شعبنا كله وما اكثر المغبونين والمظلومين من كل اعراقه ...

فيا نخبنا كفاكم من تضليلنا واستقلالنا ....

اللهم اشهد اني قد بلغت....
كتبه العبد الفقير الراجي عفو مولاه
المهندس المظلوم 
محمد ولد الربيع

French English

إعلانات

إعلانات