ارتفعت الأصوات متسائلة عن السر الحقيقي في استمرار الضعف والغياب لجناح الرئيس السياسي في العاصمة الاقتصادية نواذيبو منذ نتيجة الإنتخابات الرئاسية الشهيرة وصعود المرشح بيرام أعبيدي ب15000 صوتا مقابل 11000 صوتا للمرشح الرئيس الحالي محمد ولد الغزواني.
ورغم مرور قرابة 3 سنوات إلا أن الحزب الحاكم في نواذيبو لم يقطع أشواطا إلى الأمام ، وبقي عاجزا عن تنظيم بيته الداخلي فيما زادت البعثات من نكئ الجراح وتعميقها فيما ارتفعت أصوات داعمي الرئيس من غير المنخرطين في الحزب بعد تهميشهم وعدم دمجهم في الحزب.
3 سنوات كانت كافية لتقوية الجناح السياسي وجعله قادرا على تسويق خطاب الحكومة ، والتأسيس لقادم المراحل لكن داعمي الرئيس اختفوا عن الأنظار وبقي حضورهم مقتصرا على مجرد زيارات خاطفة لرئيس الحزب تحسب بالساعات دون أن تعقبها نتائج ملموسة أو تحل مشاكل عالقة أو تفتح مقرات مغلقة.
اليوم وعلى بعد سنة من الإستحقاقات المقبلة وبعد أن دشنت بعض الأحزاب حراكا في المشهد يبقى داعمو الرئيس أبرز غائب عن المشهد في نواذيبو حيث لاحضور ولانشاط في ظل حاجة السلطات إلى جناح سياسي يواكبها بدل فتح الباب على مصراعية، وتفويت الفرصة على الرئيس في الإلتحاق بركب الأحزاب التي بدأت تصحو من سباتها ، وبدأ بعضها يخطب ود السكان على بعد شهور من الإستحقاقات الرئاسية ومخاوف من تكرار هزائم قوية تلحق بالحزب الحاكم بعد ما وقع في 2018.
لم يعرف السر الحقيقي في عجز رئيس الحزب الحاكم الحالي عن فك شفرة نواذيبو والتأسيس لمرحلة جديدة حيث أخفق في تقديم ولو خطوة بسيطة وظل الحزب في وضعية راكدة.
ورغم منح نواذيبو مناصب في المكتب التنفيذي في الحزب الحاكم (رئيس المجلس الجهوي ونائب الشامي وعمدة نواذيبو سابقا ونائبها الأسبق)إلا أن جديدا لم يطرأ وظل الجمود يسيطر على مفاصل وقيادات الحزب الغائب الأبرز في العاصمة الاقتصادية.
وبحسب متابعين فإن تجاوز الوضعية الحالية لن يتأتي إلا بتنظيم يوم جهوي لتنشيط الحزب وإعادة انبعاث قواعده الميتة وضخ دماء جديدة غير تلك التي كانت تقود الحزب أو تعزيزها بأطر من داعمي رئيس الجمهورية بغية الإنطلاقة نحو المرحلة القادمة.
واقع فيما يبدو بالغ التعقيد تسبب فيه رئيس الحزب الحاكم وعدم مواكبة من الحكومة بشكل جيد لعاصمة موريتانيا الاقتصادية في تأسيس جناح سياسي يكون مؤثرا بدل الوضع الحالي حيث بدأ الغضب يتزايد في صفوف داعمي الحزب الحاكم وكان حضور مهرجان الرفاه أكبر دليل على الخطوة.
لم يعرف مصير تأثير 81 شخصية وردت أسمائها في تقرير الداخلية المسرب وأين هي من الوضعية الحالية للحزب الحاكم خصيصا والأغلبية في مدينة نواذيبو وهل بالفعل لها تأثير؟