حمل مهرجان حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" رسائل بالغة الدلالة لقادة الحزب القادمين من نواكشوط ولمسؤولي الحزب في نواذيبو بضعف الحشد لحدث استغرق تنظيمه أزيد من شهران.
جماهير الحزب التي استقرت عند أخر انتخابات عند 2600 صوت لم يستطع الحزب أن يحشد منها 400 شخصا في مهرجان كان هو التحدي لمسؤولي الحزب وعبئت له كل الوسائل والإمكانيات وكان قادة الحزب المحليين يضغطون من أجل حضور رئيس الحزب له كنوع من البرهنة على حجم تواجدهم لكن قوة الحشد هذه المرة لم ترق لطموحات القادة.
ورغم تأخر وصول قادة الحزب الذين وصلوا خصيصا من أجل مساندة مهرجان نواذيبو وتخطيط المنظمين لأن يكون الأضخم لكن ساعات المساء لم تأت بما حلم به المنظمون غير أن الحشد النسائي كان هو الأفضل وأخذ 70% من الحضور في مهرجان الأحد.
رسالة حملت أكثر من دلالة وربما قرأها القادة من على المنصة التي أسهبوا في تصريحاتهم في انتقاد سياسات النظام ، وفي خطاب ود السكان وبالتودد لهم في استطراد مجمل التحديات التي تواجهها المدينة.
وحاول الحزب من خلال قادته أن يغوص في عمق المشاكل التي تواجهها المدينة من تردي للخدمات والحديث عنها بإسهاب من أجل استمالة السكان.
وقرأ كثير من المتابعين في نتائج المهرجان ضعفا في التحضير ، وهوة بين القادة المحليين وقواعده الشعبية التي فيما يبدو أنها لم تحضر نسبة 24% منها على الأقل في مهرجان نواذيبو.
واقع لم يأت من فراغ ويكشف على الأقل خللا بينا في طبيعة عمل القادة في نواذيبو وعدم التعاطي بالشكل المطلوب مع المرحلة الماضية وماإذا كان الحزب قد بدأ يجني تبعات تفريطه في الفرص الذهبية التي أتيحت أمامه خلال السنوات الماضية وخلو الساحة من أي منافس محتمل.
جمود بتعبير المناوئين ربما دفع الجمهور إلى شبه إحباط وعدم الحضور بالشكل المطلوب للحزب الذي صنفته الداخلية في تقريرها المسرب بانه في المرتبة الثانية في خارطة نواذيبو السياسية بعد الحزب الحاكم وبأن شعبيته ثابتة.
إلى الأن بادر الحزب إلى وصف المهرجان بالحاشد حسب تعبير رئيس قسمه وأصدر إيجازا يشكر فيه سكان نواذيبو ولم يعرف سر عدم اعترافه بضعف الجمهور هل هو تجاهل لماحدث وتغطية عليه أما ماذا؟
لعل قادة الحزب استوعبوا الدرس سريعا وهم يشاهدون حضور الحزب وهذه المرة دون تقارير تصلهم بل بأم أعينهم وهل بالفعل أوعزوا سريا إلى القادة المحلييين بأن المهرجان لم يكن في المستوى وطلبوا منهم مضاعفة الجهود للعودة إلى ماقبل 2018 وهل ستترتب على المهرجان قرارات صارمة من قبل قيادة الحزب الذي بعث بعشرات البعثات إلى نواذيبو فأي إضافة لهذه البعثات وهل استطاعت تنشيط القواعد الحزبية وضخ دماء جديدة؟