ثلاثية الرئيس والإنجاز الهادئ بنواذيبو / محمد جبريل

جمعة, 29/07/2022 - 08:38

شهدت العاصمة الاقتصادية نواذيبو من 2013 تحولا كان بمثابة البشرى السارة للمدينة الساحلية تمثل في إعلانها منطقة حرة غير أن مياها كثيرة جرت منذ ذلك الحين خلفت خيبات أمل وحزن على الساكنة والمدينة معا لا يحطئه زائر سواء دلف لها من البر أو البحر  

ورث الرئيس محمد الشيخ الغزواني هذه التركة المتشاكس أهلها غير أنه استطاع رغم صعوبة الأمر التعامل مع المشروع بأسلوب إنكليزي معروف " بطيئ لكن سريع الفاعلية" تجلى أساسا في تصوره العلني للشكل الذي يجب أن تكون عليه المنطقة الحرة العصا السحرية لنهضة عروس الشمال ورافعة الاقتصاد الوطني 

لخص هذا التصور في مهرجان نواذيبو الرئاسي حين قال : المنطقة الحرة خيار استراتيجي للمدينة والوطن لكن بحاجة إلى هيكلة تقلص من مساحتها " انتهى الاقتباس 

هذا الوعد سرعان ما عمل به فخامة الرئيس بعد وصوله سدة الحكم وخلال ثلاثية حكمة المنصرمة بدا الرئيس في تعامله مع المنطقة الحرة حريصا على إبقائها للمصالح المتوخاة منها في تنمية العاصمة الاقتصادية وفي نفس الوقت يأخذ بعين الاعتبار المآخذ على المشروع مع تعال عن الحساسيات المصاحبة لذلك بطبيعة الحال 

وفي مجال قطاع الصيد كانت رؤية الرئيس للقطاع الذي يعتبر الرئة النابضة لشريان الحياةً تجلى ذلك بحسن الإختيار لشخصية وزير الصيد القادم ذي الاضطلاع الواسع على القطاع مما ولد ارتياحا كبيرا لفاعلي القطاع وانتزع فتيل الأزمات الكبرى التي ما فتئ القطاع يمر بها في الماضي 
خلال ثلاثية حكم الرئيس كان قطاع الصيد محوريا حيث انعكس على المصائد والصيادين والمستثمرين توج بحظر سمك الكوريين على غير الموريتانيين وكذلك تحسين الرقابة  في أعالي البحار  وحفظ الثروة السمكية من خلال وضح حد للاستنزاف مع إسناد سياسات القطاع  إلى الخبراء والباحثين 

وفي المجال السياسي حرص الرئيس في ثلاثية حكمه على الإصلاح والتصويب من خلال أطر الحزب ونأى بنفسه عن الصراعات المتولدة من تداعيات أزمة المرجعية التي كانت الساحة السياسية للمدينة مرتعا لها في كل ظهور للحزب الحاكم  وهو أسلوب يعود له  الفضل في استتباب الأمور مع غليان داخلي لا تخطئه عين المراقب 

وعلى المستوى الإجتماعي نجح الرئيس من خلال التدخلات الاجتماعية من تحييد مظاهر الاحتقان واختفت المظاهرات والوقفات الاحتجاجية إلا من محاولات خجولة لا يسعفها السند والواقع وخصوصا تفهم الكثيرين للظروف التي تبدو حتمية بسبب جائحة كورونا والتحولات التي يشهدها العالم وتفضي بظلالها على الجميع 

في ثلاثية الرئيس نزع الفتيل واستتب الأمن وقلت الحوادث باستثناءات قليلة  تم التعامل معها بكل حكمة و في تصوري أن أفضل وصف لثلاثية حكم الرئيس محمد الشيخ الغزواني أنها كانت ثلاثية الإنجاز الهادئ والفعال بعاصمة المال والاقتصاد .

بقلم محمد جبريل

French English

إعلانات

إعلانات