حمل المهرجان الجماهيري الذي عقده مدير ميناء خليج الراحة أمس عديد الرسائل السياسية في أول إطلالة للوزير المدير في العاصمة الاقتصادية نواذيبو بعد تكليفه بمهمة وصفها أحد زملائه بالصعبة وكشف عن ارتباطها بالوحدة الوطنية.
بدا الوزير المدير مرتاحا وهو يجمع شتات داعمي الرئيس بعد سنوات من تفرقها وغياب كامل لحزب الإنصاف مع حضور رمزي لشخصيات منه بالإضافة إلى بصمات بعض الشخصيات ذات الوزن في المدينة والتي حضرت بشعبيتها مما كشف عن شبه تقارب لم تتضح بعد تفاصيله.
كشف المهرجان ربما عن المهمة الفعلية للوزير المدير في نواذيبو وهي أن يكون أحد المرتكزات في نزع فتيل المغاضبين وفي خطب ود الشباب والتأسيس لخطاب هادئ واستخدام الوعود كسلاح لإستقطاب الشباب والتبشير بمشاريع في مؤسسة ميناء خليج الراحة عل وعسى أن تسيل لعاب ألاف العاطلين من الشباب.
حاول الوزير المدير أن يقنع الحضور بحجم التحديات التي واجهت الرئيس مع استلامه لزمام الأمور ونجاحه في خلق جو الإنسجام وإحداث قطيعة نهائية مع الصدام مع الساسة فنجح في رأب الصدع وفتح الباب على مصراعيه للتهدئة وهو ماأثمر يقول مدير الميناء جوا من الثقة لكن الأزمات الصحية العالمية ألقت بظلالها على موريتانيا وفاجأت الجميع إضافة إلى حرب روسيا وأوكرانيا ومع ذلك كانت فيه بعض الإصلاحات التي لايمكن لأي منصف أن يتجاهلها يقول مدير الميناء.
وحذر الوزير المدير الشباب من أن يكونوا لعبة في يد الساسة وأن يستخدموا كوقود داعيا إياهم إلى التحرر من ربقة الأسر لخدمة الأجندات والتفكير بمنطق المصلحة العامة والبحث عن مشاريع تصلح حياتهم وهي رسالة أن يمررها أمان الحضور.
وقرأ كثيرون في خطاب الوزير المدير نوعا من السعي لإستقطاب الشباب ومحاول التغلغل في أعماقهم وتبشيرهم بقرب فرص عمل وإنشاء صندوق في الميناء والإعلان عن بطولة رياضية وهي كلها أقراص ربما تنجح في التفاف شبابي حول الرجل ذي المهمة المزدوجة السياسة والإدارة.
وذهب كثيرون إلى أبعد من ذلك في أنه ربما يتم إسناد مهمة قيادية له في حزب الإنصاف إن لم يكن فيدراليا وربما أكثر من ذلك ترشيحه في الإنتخابات واعتبار الميناء مجرد محطة للعبور إلى الإستحقاقات القادمة وهو تكتيك من أجل التحضير لسباق انتخابي بدأت ملامحه ترتسم وبعض شخصياته تلوح في الأفق.
ورقة الوزير المدير ستكون أمام عديد التحديات خصوصا في ظل تفكير شبابي في توحيد الجهود وتشكيل أكبر إطار موحد ربما يرى النور فهل بالفعل سيكون هذا الإطار قادر على صناعة المستحيل وسحب البساط من تحت الطبقة السياسية أم أنه تعبث به رياح السياسة ومتغيرات الساحة؟