يلعب الفنان التشكيلي محمد عالي بلال على مستوى العاصمة الاقتصادية نواذيبو عديد الأدوار في نشر الوعي في صفوف المواطنين والسعي إلى إيجاد مواطن يتمتع بالقيم المدنية من خلال جهود التوعية والتحسيس ضمن سلسلة أنشطة تعبوية يقوم بها على مستوى المدينة.
وسخر الفنان التشكيلي هذا اللون الفني في القيام برسومات وتوزيع كتيبيات بغية المساهمة في نشر الوعي المدني حول مختلف القضايا ذات الصلة بالموضوع منذ قرابة 30 سنة من خلال مقهى أعده في نواذيبو.
ويقول الفنان التشكيلي محمد عالي ولد بلال الملقب "دالي" إنه مؤمن بتسخير هذا اللون في التحسيس والتوعية حول مجمل المسلكيات المدنية بغية لفت انتباه المواطنين إليها بطريقة مغايرة.
وسائل مختلفة...
ويقول الفنان التشكيلي إنه يستخدم 3 طرق مختلفة للتوعية حول أي ظاهرة أولاها الرسوم بطريقة تعالج المشكل وتقدم الحل في نفس الوقت فعلى سبيل المثال معالجة مشكل القمامة يتطلب رسما يوضح خطرها مع الإشارة إلى وجود حاويات كبديل.
وأشار الفنان التشكيلي إلى أن مشكل التحسيس في موريتانيا أنه يركز فقط على التحذير من المسلكيات الضارة لكنه لايقدم الحلول وهو إشكال يحتاج إعادة النظر من قبل هيئات المجتمع المدني.
ويقول الفنان التشكيلي إن الطريقة الثانية في التحسيس هي إعداد كتيبيات تحتوي على رسوم بيانية تقدم شرحا مفصلا عن القضية وتمكن القارئ من فهم الإشكال وطريقة المعالجة، أما الطريقة الثالثة فهي إعداد أفلام قصيرة يتم عرضها.
بصمات في المدارس...
تولي الفنان التشكيلي في إطار مشروع التهذيب البيئي الذي تقيمه جمعية غير حكومية اسبانية ووزارة التهذيب رسم جداريات في عديد المؤسسات التعليمية تشرح أهمية المحافظة على خليج النجمة.
وقال الفنان التشكيلي إنه بالفعل من قام بإعداد هذه الجداريات التي يمكن أن تسهم في خلق وعي بيئي في صفوف أجيال الغد، وتجعلهم أكثر وعيا بأهمية المحافظة على البيئة بحكم الجداريات المتواجدة في المدارس.
وأشار إلى أن المدارس المتواجدة في أحياء الترحيل والمتاخمة لخليج النجمة جاء التركيز في الجداريات التي قام برسمها على الخليج ومجمل المخاطر التي تواجهه وخصائصه البيئية وهي تجربة فريدة على مستوى مدينة نواذيبو تؤسس لمدارس خضراء.
وفيما يخص مدارس أخرى تركز الجداريات على الصيد المسؤول وتشرح بالرسوم الواضحة كيف تتم المحافظة على البحر، وهي رسوم لها تأثير ايجابي في نفوس التلاميذ.
جهود في كوفيد 19...
كان للفنان التشكيلي محمد بلال (دالي) دور لايستهان به في فترة وباء كورونا حيث تولى التحسيس وهذه المرة على طريقته الخاصة وبطريقة الرسوم على الجدران في المدينة.
وقال الفنان إنه بالفعل قرر إبان وباء كورونا أن يخوض تجربة خاصة في التوعية من خلال التطوع بإعداد رسوم تشرح أهمية ارتداء الكمامة وضرورة التباعد الإجتماعي وغسل الأيدي بغية الحفاظ على الصحة العامة.
وأشار إلى أن رسومه ماتزال إلى اليوم على الجدران شاهدة على حجم عطائه، ولم تختف بعكس الحملات الأخرى التي لم تدم سوى ساعات، واصفا إياها بحملات البهرجة التي كان يمكن الإستغناء عنها لو تمت استشارته.
تجارب دولية..
يقول الفنان التشكيلي محمد ولد بلال (دالي) إنه زار 50 دولة عبر العالم، واحتك بعديد الفنانين التشكيليين في قارات مختلفة وتولدت لديه قناعة بأن الفن التشكيلي هو أداة لصناعة الوعي والمساهمة في تغيير المسلكيات، مشيرا إلى أنه لو وجد المكانة اللائقة والإهتمام المطلوب لكان له الدور البارز في تجاوز عديد الإشكاليات المطروحة.