موريتانيا بلد الفوضى...
مقاطعة بعض البضائع اليوم بات ضروريا من قبل شعب موريتانيا "النائم" في ظل ارتفاع الأسعار الغير مبرر من قبل التجار والغياب التام للحكومة وحتى النظام الحاكم الذي بات اليوم يبحث عن تحالفات سياسية من أجل الانتخابات المقبلة (النيابية والرئاسية) ووجود "معارضة ولد عبد العزيز" على وضع الصامت، والجميع يأكل ويشرب والوضع كأنه بخير، لا الوضع ليس بخير ولن يكون أبدا بخير مادام الفساد هو سيد الوضع في هذا البلد وسيد السادة أيضا، سيقول السفهاء لا يهم ما دمنا قادرين على التكيف مع كافة الأوضاع ولدينا قدرة شرائية، الوضع بخير، لا الوضع ليس كذلك وليس بخير ولا أنتم أنفسكم بخير، سيقول آخرون البلدي غني والشعب فقير وهذه الأسطوانة المشروخة والتي تحمل في طياتها بعض التخدير من قبل بعض "النخب" لبعض "الشعب". هذه النخب تستفيد من اوضاع البلد المزرية عبر تسويق هذه الفكرة خارجيا لتكون لهم حظوة ومكانة بين من يحاولون تصفية الحسابات مع النظام الحاكم والأنظمة المتعاقبة عبر الهبات والتمويلات، إنهم يتسولون باسم هذ الشعار وغيره من الشعارات البائسة.
هذه الفكرة أو هذا الشعار على الأصح " بلد غني وشعب فقير" هو شعار مقزز، يستخدم أيضا لإشعال الحملات السيا تبرعاتية والتي تشكلت على إثرها أحزاب وأنشأت على أساسها هيئات ومنظمات تستجلب أموال الأجنبي الشرقي والغربي والذي لن ينظر إلى موريتانيا سوى أنها بلد يحتاج للتبرعات والهبات لا بلد استثمار كالسنغال والمغرب مثلا. إن التسول والاستثمار لا يجتمعان في بلد واحد أحرى أن يكون هذ البلد هو موريتانيا التي تعرف نفسها جيدا، إذا كنت لاتعرف موريتانيا جيدا يكفيك 50مم من الأمطار على العاصمة أو إحدى المدن الأخرى ستعرف حقيقة موريتانيا ستعرف الضعف والهوان في كل شيء، إذا كنت لاتعرف موريتانيا جيدا يكفيك انقلاب شاحنة على إحدى الطرق الرئيسية بين المدن أو وقوع حادث سير مميت ستعرف موريتانيا جيدا... الأمور مثل هذه كثيرة وكثيرة يكفيك أزمة عادية ستعرف جيدا أننا مازلنا ننتظر أرز اليابان وقروض البنوك العربية والدولية والتمويلات البسيطة والمتوسطة . هذه السخافات باختصار لانهضة ولا استثمار معها، المستثمر نفسه خائف ولا يمكنه جلب تعب السنين ليسرقه لص موريتاني كما سرق أخ له من قبل، دعوكم من الكذب على أنفسكم هذا "لفريك" الذي يقال له موريتانيا مازال بعيدا كل البعد من الوصول إلى مركز المقارنة مع الدول التي تحكمها نظم ومؤسسات تستشعر الواقع وتخطط للمستقبل.
يكفيك أن تراقب السوق ستجد أن الفوضى تعم البلد فكل تاجر كبير أو صغير يمكنه أن يسعر البضاعة التي في متجره أو محله دون رقيب ولا حسيب، حتى التاجر الغير موريتاني يرفع الأسعار ويخفضها دون أن يخاف أو يقلق من العقاب، مثلا في تفرغ زينة الأسعار ليست هي الأسعار في بعض أحياء نواكشوط المحاذية لتفرغ زينة رغم قرب المسافة، ورغم قرب أحياء تفرغ زينة من السوق المركزي شيئا ما فالأسعار مرتفعة في تفرغ زينة، ربما لأنهم أغنياء سيقول قائل، لكنهم مواطنون وفيهم أناس عاديون... ما علينا
نحن لسنا معنيين بالأسعار نحن أهل الهامش يكفينا أن أحدنا عندما يصاب بتقلبات الأجواء وترتفع درجات الحرار يذهب إلى أقرب حانوت ليشتري علبة من "غلوريا" سيصدم أيضا إذا عرف أن علبة OMELA باتت ب200 أوقية قديمة " اللعنة.. هذا الحليب صدعنا بالدعاية في رمضان الماضي" وأن كلغ المعكرونة المحلية الصنع ب 500 قديمة والألبان المحلية "الصنع" في مدن كنواذيبو أغلا ثمنا من الألبان المستوردة وحتى الزبادي يستوي في السعر مع الزبادي المستورد من المغرب... لابد أن نفسية أحدنا ستنهار من الارتفاع المتسارع للأسعار...
إذا أردنا سرد مشاكل هذ البلد سيتطلب ذلك منا الكتابة لعدة أيام، لكن المحير بالنسبة لنا كشعب هو هذه القوة الأسطورية التي يمتلكها التاجر ورجل الأعمال والذي تجعله أقوى من النظام الحاكم ويقف هذا النظام ضعيفا أمام هذه القوة في وجه الشعب، حتى السياسي والمنظر والمثقف والحقوقي هو أيضا يقف ضد الشعب، يقف بصمته وتجاهله ومحاولته التجاهل لهذه القضية... الجميع يقول إن المشكلة عائدة لقضايا دولية وهي أكبر من الدولة والنظام الحاكم، هذه العبارات أيضا عبارة أفيونية تعمل على تخدير الشعب نحن أهل الهامش لا نصدقها رغم صمتنا...
أحمد محمد سالم كركوب