يكفل الدستور الموريتاني حقا مقدسا ومشروعا يتمثل في واجب الدولة في الحفاظ على تاريخ أمتنا ،وتعج مناهج التعليم بالصفحات المشرقة والأمجاد التليدة للإمارات الموريتانية وإن كانت تلك الخطوة الهامة اعتراف ضمني بأهمية حق ووعي الأجيال بحقبة مميزة من تاريخ البلد واستلهام والتشبث بقيم النبل والشهامة والأصالة التي يزخر بعا ذلك التاريخ وصفحاته المشرقة.
غير أنها خطوة تبقى بحاجة ماسة إلى أن تشمل توجه الدولة من خلال الوزارة الوصية على القطاع للحفاظ على أضرحة الشخصيات المرجعية ذات التأثير الكبير في تأسيس وتكوين والحفاظ القيم الفاضلة للمجتمع.
وفي مقدمة ذلك الاهتمام يجب أن ينصب في التركيز على أعرق تلم الإمارات واكثرها إمتدادا وأكبرها إرثا تاريخيا وثقافيا يتعلق الأمر بإمارة أولاد أمبارك التي تستحق بتلك المميزات وبذلك المخزون التاريخي أن يعاد الأعتبار لشواهدها التي يتهددها الإهمال وعاديات الزمن.
وفي هذا السياق نستحضر مثالا حيا عن أحد هذه الشواهد وتلك الشخصيات المرجعية طيبة الذكر والصيت والملهمة إلى قيم النبل والشجاعة والمروءة والكرم والتعفف عن الصغائر والذود عن الأرض والعرض ونجدة المستضعفين ونبذ الظلم.
فعند الأطراف الجنوبية " لتامورت محموده" الشهيرة، بالحوض الشرقي، ينتصب ضريح الأمير الشهم عثمان ول أحمد ول امحمد ول بكار ول هنون لعبيدي لمباركي المغفري الحساني المعقلي، الذي يعد من أبرز شخصيات " اهل هنون لعبيدي "واقواهم شكيمة، يحكي قصة قصة قوم كرام اعزة ، اباة للضيم ، حيث تعود وفاة الأمير عثمان ول احمد الى العام 1810 م .
وفي هذا السياق بات من الوارد ان تباشر الدولة من خلال وزارة الثقافة إعادة الاعتبار لاضرحة سلاطين وأمراء ومشايخ واعيان أولاد امبارك وغيرهم من زعامات واعيان البلد لماتمثله من قيمة تراثية وتاريخية.
الحسين ولد كاعم