حملت تغييرات الهيئات القيادية لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) على مستوى العاصمة الاقتصادية رسائل خفية وأوراق عزف على وتيرتها الحزب الإسلامي.
مكاسب الحزب في انتخابات 2018 ربما جاءت بفعل التغلغل في سكان المنطقة والدفع بواجهات من رموزهم ، وهي الورقة التي فيما يبدو أن الحزب عزز وجودها من خلال القيادات الجديدة.
تم إختيار شاب من منحدري المنطقة وفي أعماقها الدكتور أحمدو ولد سيد أحمد في قيادة القسم الذي يعد من أهم الهئيات القيادية كنوع من السعي في ضخ دماء جديدة ، وتعزيز الحضور الشبابي في مؤسسات الحزب وهو يستعد لكي يخوض غمار سباق انتخابي سيكون شاقا وشرسا في الوقت ذاته.
قرأ كثيرون في الخطوة "تكتيكيا" سياسيا من قبل الحزب في تبوأ الشباب مناصب قيادية ولما لا الدفع بهم في سباق الانتخابات المقبل في مدينة كسب فيها مقعدا برلمانيا بعد قرابة 15 سنة من تأسيس اتحاديته و10 مستشارين في المجلس الجهوي.
إختيار شاب من المنطقة رأى فيها البعض نوعا من خطب ود السكان ، والبحث عن رضاهم وبمثابة قربان يقدم قبل الملحمة السياسية المرتقبة في 2023 وتهيئة لها بشكل جيد.
وفي محاولة منه لمكافأة الإتحادي السابق محمد المامي ولد أعبيدي منح الحزب له قيادة هيئة رقابية (مجلس الشورى الولائي) من أجل العمل جنبا إلى جنب مع القيادة الجديدة.
كثيرون من قادة الحزب يرون في الإتحادي السابق وحيويته وأداءه القاطرة التي قادت الحزب إلى مستوى من الدينامكية في مأموريته السابقة.
ولم يختلف النسق في الإتحادية واجهة الحزب في نواذيبو من خلال الدفع بنائب المدينة القطب لمات إلى قيادتها وهي أيضا رسالة واضحة من قبل الحزب وكأنه يخاطب سكان نواذيبو : لقد سلمناكم الحزب بأهم هيئاته وقياداته ونريد إعادة ثقتكم أو هكذا قرأ كثيرون الرسالة.
ولد لمات الذي كان أحد أهم أوراق الحزب التي حصد بها مقعدا في البرلمان يتم الدفع به إلى الواجهة على بعد شهور من انتهاء مأموريته فسرها البعض بأنها ربما رسالة بأن الرجل قد لايتم ترشيحه مرة أخرى.
وتم تعزيزه بابن المدينة الشاب الشيخ الكبير بوسيف أحد أبرز الوجوه الشبابية الصاعدة وكنوع من السعي لتوريث الإتحادية للشاب الذي استطاع في انتخابات 2018 من حصد 15000 صوتا وكان قاب قوسين أو أدنى من حصد لقب رئيس الجهة لولا نتائج مقاطعة الشامي.
الدفع بالشاب الشيخ الكبير ليس نابعا من فراغ بل هو تتويج لمساره السياسي ولكونه أيضا يترجم استثمار الحزب في أبناء المنطقة والسعي الحثيث إلى التقرب منهم وتسليمهم الحزب بشكل كامل أو على الأقل قياداته المحلية.
طبعا لم تغب الوجوه ذات التاثير عن مكتب الإتحادية من قبل القيادية النسائية أعزيزة بنت جدو ورفيقتها منة بنت مسعود في المنصب الثالث للاتحادية كنوع من عكس الصورة الكاملة في القيادة المحلية للحزب.
واعتبر متابعون أن إسدال الستار على تجديد القيادات المحلية حمل تهيئة واضحة لملامح المرحلة القادمة من خلال إعادة الثقة في أبناء المنطقة ومنحهم أهم المناصب في نواذيبو.