قرارات الدولة تكون أو لا تكون !/أحمد محمد سالم كركوب

خميس, 03/11/2022 - 23:20

منذ سنتين وسكان نواذيبو يعانون في المجال الصحي خاصة بعد إغلاق مستشفى التخصصات المعروف في المدينة "بطب كوبا"، حيث تدهور النظام الصحي في المدينة برمته وبات الاعتماد بشكل كلي على المستشفى الجهوي طب اسبانيا سيئ الصيت والسمعة، إضافة إلى بعض المنظمة والهيئات وأهل الإحسان الذين يقدمون مساعدات طبية عبر استشارات خجولة لا ترقى لأن تصل إلى درجة العناية الطبية الكاملة التي تقدمها مراكز التخصصات الاستشفائية والتي تعتمد عليها المدن الكبيرة وخاصة مدينة مثل نواذيبو تحاول الدولة أن تقول أنها عاصمة اقتصادية ومنطقة استثمار.
رحل الكوبيون أو طردوا على الأصح لكن النظام الحاكم قرر وبأمر من السلطات العليا للبلد أن يعود الكوبيون عبر اتفاق جديد بينهم والدولة الموريتانية، وقع الاتفاق وزير الصحة السابق وتلكأ في تطبيقه إلى أن رحل ليعود الجدل من جديد حول مستشفى التخصصات ولماذا لم يأتي الكوبيون بعد أن أمرت السلطات بعودتهم، وبعد تعيين الوزير الجدي المختار ولد داهي شرع في إعادة المستشفى إلى العمل على عكس سابقه كل هذا كان يحدث في صمت إلى أن وصلت عمليات تجهيز المستشفى وعودة الكوبيين إلى مراحلها النهائية خرج أطباء المستشفى الجهوي سيئ الصيت من سباتهم وشرعوا في الاحتجاج والاضراب وطلب الأجهزة والمكاتب والرواتب والعلاوات ووووو، نحن سمعنا مرة سياسيين "فاشلين" يقولون إن المستشفى الجهوي في حالة جيدة ولا حاجة للمدينة إلى المستشفيات ووووو واليوم يحتج " الأطباء" على أوضاعهم المزرية ، أيهم نصدق؟ أنا عن نفسي لا أصدق أحدا منهم ولن أصدقه أبدا فطبيب مازال صغيرا سنا في مستشفى حكومي وراتبه زهيد حسب قوله ولا يتلقى  علاوات لا يمكن أن تكون لديه سيارة سعرها مرتفع إلا إذا كان لا يقوم بعلمه في المستشفى بالشكل المطلوب، وبالتالي أنا لا أصدقه ولن أصدقه أبدا كما أن توقيت هذا الاحتجاج والإضراب غير بريء بالنسبة لكل من يعرف واقع مدينة نواذيبو الحقيقي.
على وزارة الصحة إن كانت جادة بالفعل وتطبق برنامج الحكومة أن تفتح مستشفى التخصصات بسرعة وحتى قبل موعده المحدد من قبلهم حتى يكون أولا ضربة للعيادات الخاصة بالمدينة والمتاجرين بصحة وآلام الموطنين بالمدينة وتحويلها إلى برنامج انتخابي، لأن الوقت لم يعد يسمح لهؤلاء وأولئك أن يستمروا في ما هم فيه وحان وقت إثبات وجود الحكومة في المدينة وسيطرتها عليها من كافة النواحي وخاصة الجانب الصحي المهم بالنسبة للمواطنين.
على وزارة الصحة أن تضع يدها على الصحة في مدينة نواذيبو لتكون تابعة للحكومة وأن يكون القطاع في أيدي من يعرفون المجال ويزاولوه ، ولديهم شهادات في الطب، لأن أهل مكة أدرى بشعابها.

إن فتح مستشفى التخصصات من جديد سيكون له الأثر الإيجابي على المدينة والسلبي على أعداء الوطن والمواطن، كما أن فرض الرقابة على العيادات الخاصة وإعادة تأهيل المستشفى الجهوي أمران يجب النظر فيهما لأنهما من ضرورات إيجاد نظام صحي حقيقي في العاصمة الاقتصادية.
إن قرارات الدولة المصرية كبناء المستشفيات والمدارس وغيرها من البنى التحتية ذات الأهمية الاستراتيجية، يجب أن تطبق ويضرب يقف في وجه الدولة وقراراتها بيد من حديد خاصة إذا كان سياسيا له مآرب وتصفية حسابات، ويجب أن تكون هناك عاطفة ولا البحث عن أوهام سياسية لا أساس لها، وستكون الأيام القادمة كفيلة بمعرفة إن كان هناك من يريد للدولة ومشاريعها وشعبها النمو والازدهار، أو العكس وإن غدا لناظره قريب.

French English

إعلانات

إعلانات