شكلت الزيارة الأولى من نوعها لوزير الصحة الجديد المختار ولد داهي إلى مدينة نواذيبو أسابيع بعد استلامه لزمام الأمور في القطاع الخدمي في البلاد خطوة يعلق عليها عمال الصحة والسكان أمالا في حلحلة مشاكل القطاع.
ورث الوزير تركة وإرثا ثقيلا من أسلافه المقالين ، وتعالي أصوات المواطنين وصرخات المرضي بهشاشة الخدمات رغم حجم النفقات من خزينة الدولة على القطاع وأحلام المواطنين بتحقيق خدمة صحية ملائمة.
وليست العاصمة الاقتصادية نواذيبو بأحسن حالا من بقية الولايات الداخلية رغم كونها منطقة حرة أريد لها استقطاب المستثمرين فالوضعية الصحية ليست بخير بل وحسب المواطنين بحاجة إلى التحسين.
فيما يبدو تتنزل زيارة الوزير لمعرفة حقائق القطاع في نواذيبو وبالتالي ظل على مدى 3 أيام في زيارات مستمرة شملت كافة المرافق الصحية العمومية ومراكز البلدية والمستشفيات الكبيرة في المدينة.
بدت الصورة قاتمة شيئا ما في مركز الإستطباب الجهوي ، وظلت صرخات ذوي المرضى تطارد الوزير فيما كان ضجيج الأطباء أقوى داخل المستشفى في وقفتهم فيما كشفت جولة الوزير الصورة الكاملة عن أحد أكبر المرافق الصحية في عاصمة الثروة والمال.
كان حماس الوزير كبيرا في تفهم الوضعية وواعدا برد سريع على الأطباء بتخصيص مليون دولار (حوالي 360 مليون قديمة) لتوسعة المرفق الصحي فيما كانت خطواته سريعة نحو مركز التخصصات الطبية، وزاره مرتين في أقل من 24 ساعة فيما فسره البعض بان الرسالة واضحة وهي وضع اللمسات الأخيرة على المركز لفتحه في نهاية الشهر مع توفير السكن ، وترتيب كل الأمور قبل حلول 28 نوفمبر.
أخيرا أدرج الوزير زيارة مراكز البلدية الصحية ، وفيها تلقى شروحا مفصلة وبدت الصورة زاهية فيها للوزير والتي لم يخلف إعجابه بدقة التنظيم ، وحسن النظافة وحجم المرتادين كما كشفت المعطيات التي قدمها العاملون فيها الوزير.
لكن الوزير ظل يمانع عن تقديم تاريخ محدد للصحفيين ، والإكتفاء بمجرد أجال زمنية فيما فهمه البعض من مخاوف الوزير من عدم توفر التجهيزات في الوقت المناسب وبالتالي تفادي الإحراج في المستقبل.
راهن الوزير في زيارته على العامل الزمني فيما يبدو ففاجأ الصيدليات بزيارة فيما تجول في مجمل المرافق الصحية لكنه ربما لم ينتبه لواقع الإدارة الجهوية والتي وصفها أحد الصحفيين بأنها ربما صورة واضحة عن القطاع لاتحتاج تعليقا.
وعود كثيرة قدمها الوزير وخطابات رنانة لكن تحقيقها يبقى الأهم من أجل تغيير واقع الصحة والرفع من مستواها في المنطقة الحرة بإعادة افتتاح مركز التخصصات وتوسعة مستشفى نواذيبو وجعل المدينة قطبا صحيا بامتياز في البلد فهل يتحقق هذا الحلم؟