شكل الخطاب الذي أدلى به القيادي البارز في حزب الإنصاف بمدينة نواذيبو حيمود الخوماني سابقة من نوعها وأول اعتراف رسمي بتبعات تراكمات السنوات في حزب السلطة،وتوجيه رسائل واضحة بأن تكرار سناريوهات الفشل بات مرفوضا.
الخطاب والذي على غير العادة كان لايتجاوز الاجتماعات بات اليوم علنا ودون مواربة بأنه من غير المنطقي أن يتدثر البعض علنيا بعباءة دعم حزب السلطة وفي الخفاء يدعم حزبا أخر في رسالة واضحة بأن الوضع بات مكشوفا ولم يعج الصمت عليه مقبولا أو هكذا وصلت رسالة ولد الخوماني.
لم يوارب الرجل هذه المرة ووضع أصبعه على مكمن الداء ،مشيرا إلى أن الإصرار على الفشل لم يعد له مبرر بحكم أن المشهد الظاهري يوحي بصورة زاهية وزخم كبير غير أنه عند الفرز تبدو الصورة متناقضة جدا فماهو السبب؟
وحمل ولد الخوماني ضمنيا الشخصيات التقليدية والأطر وأصحاب المبادرات جزء من المسؤولية في استمرار نفس النهج كما حمل إدارات الحملات السابقة جزء أخر فيما وصفه بتكرار الفشل في إشارة إلى الهزائم المتوالية لحزب السلطة وخصوصا في 2018 وقبلها معاناة 2013 وأخيرا 2019 في الاستحقاقات الرئاسية رغم مايصاحبها من مظاهر لا تعكس الحقيقة متسائلا عن متى سيستمر النهج ؟
وكانت الرسالة الثانية هي عدم التركيز على أحياء الأضواء (دبي واكراع النصراني) بل لابد من التغلغل في الأحياء الهامشية من أجل مخاطبة المواطنين الضعفاء مركز الثقل الانتخابي وهي اعتراف ضمني برسالة مهرجان "أجدعه" والذي لم تحضره هذه الفئات.
فيما كانت الرسالة الثالثة هي دعوة صريحة من الحزب وعلى لسان أحد قادته وعقوله المؤثرين بضرورة التحلي بالواقعية والتنازل على الأنانية والمصلحة العامة وتقديم الشخصيات ذات الكفاءة بدل الإرتهان للأهواء والنزعات الفردية.
وكانت الرسالة الرابعة هي أن الأطر ينبغي أن يفهموا أن القناعة مهمة في دعم الحزب ،مبرزا أن الحريات مكفولة في إشارة إلى الترشح من خارج حزب الإنصاف.