بإعلان الحكومة زوال 4 يناير 2023 تنحيته عن إدارة ولاية نواذيبو وتعيينه مستشارا لوزير الداخلية يكون الإداري يحي ولد الشيخ محمد فال قد أكمل سنتين ونصف في عاصمة الاقتصاد.
ورث الإداري تسيير العاصمة الاقتصادية نواذيبو من سلفه الأسبق الوزير السفير محمد ولد محمد راره في وضعية استثتنائية في مايو 2020.
صراع قوي بين البلدية وسلطة المنطقة الحرة وتمكن الرجل من إدارة الملف بمستوى من المرونة رغم كونه أحيانا يصعب ضبطه خصوصا في الفترات اللاحقة لكنه ظل يلعب دور الحكم في عدم ترك الأمور تخرج عن السيطرة وأعاد إلى حد ما مستوى من الهدوء بين القطبين خلال السنتين الماضيتين.
واكب الإداري تسيير كورونا في بدايته وكان بالغ الصعوبة حيث لعب دورا لايستهان به في تسيير الملف المتعلق بكورونا ، وضبط الأمور ومواكبتها في ظرف وصف بالأصعب في تاريخ المدينة الاقتصادية وماترتب عنه من إغلاق وحظر ليلي لكن الأمور سارت دون ضجيج وبهدوء.
وواكب الإداري حراكات احتجاجية قوية في المدينة سواء من البحارة أو المظالم أو المدرسين لكنه أرسى سياسة الباب المفتوح والإستماع للمطالب وعدم مضايقة أي احتجاج بل التعاطي مع كل ذلك بمستوى من الرزانة والحكمة واحتواءه بشكل يجنب المدينة تبعاته على مسار السنتين والنصف حيث لم يعتقل أي محتج على الإطلاق.
رسالة الوالي المسربة إلى وزير الصيد والتي أشاد المدونون والمواطنون بحس الرجل الإداري وتحمله للمسؤولية وكيف نقل هموم وواقع السكان إلى الجهات المعنية ، وهو مازاد من أعداد المعجبين برجل الإدارة والسلطة والأخلاق.
كثيرون ممن خبروا الرجل عن كثب يؤكدون أن من ضمن القلائل في دهاليز الداخلية الذين واكبوا الإدارة الإقليمية دون أية مشاكل تذكر وهو ماجعله أحد الشخصيات التي دفعت بها الحكومة كشخصية توافقية إلى العاصمة الاقتصادية.
وكان أصعب اختبار واجهه الإداري هو الفيديو الذي سجل على هامش زيارة مندوب تآزر وحجم تبادله على نطاق واسع وبشكل لم يسبق له مثيل حيث شكل إحراجا للحكومة رغم أن العارفين بالرجل اعتبروا بمثابة الإستثناء الذي يؤكد صحة القاعدة وأن الرجل إداري محنك ولكل جواد كبوة
وكان الإختبار الأكثر صعوبة هو زيارة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز إلى المدينة حيث تمت مضايقته أمنيا بشكل لافت ، وحدث استنفار أمني لم يسبق له مثيل وضويقت نشاطات ولد عبد العزيز لكنه لم يمنع على غرار ماحدث في أترارزة التي حرم من دخولها.
ويرى كثيرون من متابعي مسار الرجل أنه يوصف بعميد الولاة بموريتانيا حيث عمل واليا منذ 2005 إلى 2022 في مجمل الدوائر الإدارية وخلف وراءه ذكرا حسنا وانطباعا لكل مرتادي الولاية في نواذيبو.
لكن كثيرين من منتقدي الرجل يجدون عليه في عدم وضع حد لنفوذ البعض مما تتسبب في تجاوز الأمر الحد المعتاد وخرجت الأمور عن السيطرة وهو مالم يكن يتوقعونه