في إطار اقتراب موعد الاستحقاقات الانتخابية المقبلة أو كما يطلق عليها البعض معمعة 2023 في العاصمة الاقتصادية نواذيبو التي ماتزال برأي المعارضين قلعة صلبة لمناوئ السلطة ويحلم حزبها بإختراق القلعة وإسقاطها في عرين حزب السلطة.
حزب السلطة الذي خسر في أخر مواجهة أمام عمدة المدينة القاسم بلالي أهم منصب انتخابي وهو البلدية اليوم تشرئب أعناقه في استعادة الحلم الضائع وإعادة المدينة إلى حضن الحزب كما يحلو لرئيس الحزب الحاكم ماء العينين ولد أييه هذا التوصيف.
دفع حزب السلطة برئيسه ولجان متعددة وأعد النفير بغية التخطيط والتنظير، ومحاولة نزع فتيل تركة قرابة 12 سنة من الإخفاقات المستمرة ، ويعتبر أن فك الشيفرة سيكون قريبا على حد وصف أحد القادة البارزين.
غير أن أنصار العمدة الحالي القاسم بلالي بدأوا أيضا بدورهم الإستعداد للمعمعة من خلال السعي إلى الحفاظ على المنصب والتعبئة للتحسيس واستثمار مكاسب الرجل في المأمورية المنتهية بغية السعي إلى إعادة انتخابه لمأمورية جديدة.
غير أن النائب البرلماني وزعيم حركة ايرا سيكون هو الأخر رقما صعبا في النزال الحالي ، ولم يحسم بعد مرشحيه ، وسبق أن أكد في أخر زيارة له أن سيسقط من وصفهم ب"الأباطرة" ويعيدهم إلى منازلهم لكي يتفرغوا للعمل.
وتوعد ولد الداه في خطاب ناري منتخبي نواذيبو بالهزيمة المدوية في الإنتخابات وخصوصا انتزاع بلدية نواذيبو قائلا "أندور نجكروا اعليهم".
أنصار بيرام يعدون العدة ، ويصلون الليل بالنهار في عمل دؤوب صامت دون ضجيج من أجل الإستعداد للمعمعة المرتقبة نهاية ابريل في السابق نحو الانتخابات القادمة.
حزب الإسلاميين هو الاخر يبدو جزء من المشهد المحلي بعد أن تحدث الحزب أنه يملك في أخر تسجيل 2022 ما يقارب 4000 منتسب (3700 منتسب) وهو رقم قد يكون كافيا من أجل انتزاع منصب بالغ الأهمية وربما تكرار سناريو 2018 أو مايسميه البعض بالمكاسب.
بدأ الحزب بالفعل في الدخول عمليا في الاستعداد للانتخابات،والتحرك نحو ريف الولاية كنوع من الاستعداد للسباق المرتقب والسعي إلى أن يسجل الحزب مكانة ضمن كبار الفاعلين والأحزاب.
حزب التكتل هو الأخر بدأ يرسل رسائل قوية بعد أخر إطلاله له التي كشف فيها عن عودة قوية وبعث برسائل بالغة الدلالة.
وبدا الحزب المعارض العائد بقوة إلى الساحة في نواذيبو بعد أن حل في مراتب متقدمة في انتخابات 2018 وكاد أن يخطف نائبا عن نواذيبو إلا أنه بسبب 70 صوتا فقدها.
حزب الرباط المحسوب على الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز هو الأخر بدا من خلال أخر زيارة أنه قد يكون أحد المعاقل الصامتة في مدينة نواذيبو حيث لاعمل ظاهر على الأقل لكن يبقى عامل المفاجأة قائما.
ورغم أن الساسة لايولون أي اعتبار للحزب إلا أن المحللين يتوقعون في أن يكون للحزب شعبية نائمة في العاصمة الاقتصادية لاتظهر إلا يوم الاقتراع فقط وهي فرضية غير مستبعدة.
يراهن الحزب في الانتخابات القادمة على تحقيق مكاسب وعلى حصد استثمار سياسي منذ 16 سنة في نواذيبو.
التيارات الشبابية الأخرى تبدو جزء من المشهد بعد استعداد شهور ،وانتظار تشكل بعض الأحلاف المحلية ضمن سناريوهات تلوح بوادرها في الأفق فيما يرى الشباب أن الوقت حان من أجل تسجيل حضورهم وإحداث قطيعة نهائية مع سيطرة الحرس القديم الذي جثم على صدورهم عقودا من الزمن.
تيار شباب نواذيبو مثلا الذي يضم كوكبة من الشباب أإضافة إلى تيار أخر يضم أحزابا ونوابا يطلق عليه "تحالف موريتانيا" والذي بدأ بالفعل يغزو الساحة في نواذيبو ويحاول ايجاد مكانة فيها.
ورغم أن الأجواء السياسية لاتزال غائمة إلى حد كبير ، والمرشحين الكبار لم يتحددوا بعد إلا أن الأحزاب المجهرية والتحالفات الانتخابية تبدو قائمة في الأشهر القادمة.