يعد القيادي البارز المختار ولد الشيخ أحد أشهر الساسة المعارضين في مدينة نواذيبو على مدى عقدين ونصف ، وأكثرهم مقارعة للسلطة وتصدي لها على مدى أنظمة عديدة ظل فيها الرجل محافظا على نفس الخط.
يشغل ولد الشيخ منصب الفيدرالي للحزب المعارض منذ أزيد من 15 سنة في العاصمة الاقتصادية ظل فيها أبرز صوت معارض وقوي في وجه السلطة ، ونبرته الأقوى من بين كل المناوئين للسلطة وحزبها.
مسار الرجل في المعارضة ليس وليد اليوم بل دشنه قبل أزيد من 17 سنة ولم يغير من لغته ولالهجته رغم مغادرة رفاق له الحزب والعبور إلى الضفة الأخرى لكنه ظل يحمل هم الحزب ويواكبه ويواجه السلطة ببيانات وصفت بالنارية.
يستذكر معظم الولاة المتعاقبين على الولاية الرجل كـأحد أشرس المعارضين بنشاطات عكرت صفوهم ، وأحرجتهم في بعض الأحايين بحكم قوتها وحدة لغتها وظل يحتفظ بنفس الريتم مع معظم الولاة المتعاقبين على الولاية.
لم يقف الإعتقال في وجه الرجل الذي واجه به الوالي الأسبق محمد ولد محمد راره أيام الحملة لتعديل الدستور حين نزل للشارع برفقة بعض أنصاره وتعرض للاعتقال رفقة أعضاء الحزب قبل أن يرد الصاع صاعين للوالي بعد ذلك على خلفية الإعتقال.
وقف ولد الشيخ أمام الوزراء حيث أن حادثة مقاطعته لوزير في الولاية حين تحدث باسم الحزب الحاكم لاتنسى حيث رد الفيدرالي أن الوزير في زيارة رسمية لايمكنه أن يكون ممثلا لحزبا سياسي بحضور الوالي السابق يحي ولد الشيخ محمد فال.
وواصل الفيدرالي انتقاده للوزير لهذا النوع من المسلكيات حيث بأي منطق تبعتثه الحكومة في زيارة رسمية ويتحدث باسم حزب أخر واصفا الخطوة بغير المسبوقة مما أثار حدلا واسعا داخل القاعة.
حادثة أخرى عكرت صفو وزير الصيد الأسبق الناني ولد أشروقه حين أراد الفيدرالي الحديث في الايام التشاورية 2019 وحرم منها قبل أن يفرض مداخلته والتي دفعت الوزير إلى الإصغاء بحضور المئات من الفاعلين.
واكب الرجل المعارض عدة أنظمة سياسية (نظام سيدي ولد الشيخ عبد الله ونظام الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز ونظام الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني) وظل يعارض بقوة ودون مواربة.
يرى الرجل أن طموحه هو الاستمرار في المعارضة وأنه لايجد ذاته في دعم السلطة وخاض في 2018 تجربة سياسية كاد فيها أن يصل إلى البرلمان لولا 70 صوتا هي الفارق بينه وتيام عثمان رغم تأكيد حزبه أنه فاز بالمنصب لكنها عدم الشفافية وفق حزب التكتل.
يراهن الرجل في معمعة السباق الإنتخابي على تغلغله في أحياء واسعة من المدينة ، وعلاقاته بمختلف المواطنين وعمله الخيري الصامت في تجمعات سكنية وهي ربما استثمارات سياسية يريد الرجل قطف ثمارها مع تسجيل مواقف مساندة وكشف اختلالات واضحة للسلطة في مساره النضالي.
اليوم ومع اقتراب استحقاقات يتوق الرجل إلى تكرار التجربة من جديد بغية وضع قدم في البرلمان وهذه المرة من مدينة نواذيبو بعد أن كانت أخر إطلالته قوية أثارت ضجيجا بفعل الرسائل القوية التي بعث بها إلى الإدارة الإقليمية بضرورة الانتباه ووضع حد لمن اعتبرهم ساعين لاستغلال موارد الدولة ووسائلها في العملية السياسية.
.jpg)
(1).gif)
