من هو مرشح الحزب الحاكم لبلدية نواذيبو؟

جمعة, 31/03/2023 - 12:52

إختار الحزب الحاكم بموريتانيا رجل الأعمال الشاب ومسؤول الصيد في المكتب الإتحادي للحزب الشيخ أب الحموي بعد إستبعاده أسبوعا كاملا ، وإعلانه ل 24 ساعة فقط مرشحا في مفارقة مازالت عصية على الفهم.

 

قرار فيما يبدو لم يرق للقيادات المحلية لحزب الإنصاف التي غادرت فورا صوب نواكشوط ، وبعد قرابة أسبوع من الضعط تمت تزكية المرشح وهذه المرة من أعلى سلطة في البلد كورقة سيتم الدفع بها إلى النزال المرتقب 13 مايو 2023.

 

ولد الحموي شاب مستثمر في أواسط العقد الثالث من عمره وصل إلى العاصمة الاقتصادية نواذيبو قبل 18 سنة ، وهو آنذاك في ريعان الشباب ، وكان نشاطه الأساسي في مجال الصيد قبل أن يتطور عمله لاحقا ويصبح مستثمرا في الصيد.

 

يدخل الحموي أصعب نزال ربما في حياته وهو يقود لائحة الحزب الحاكم في مواجهة أحد أشهر العمد في تاريخ نواذيبو القاسم بلالي ضمن نزال قوي يحاول فيه الشاب المدعوم من السلطة وأجهزتها بالرجل المدعوم من الشعب والتجربة والخبرة فهل نحن بالفعل أمام إعادة سناريو 2013 في انتخابات 2023؟

 

لمرشح حزب الإنصاف ميزات تختلف عن مرشحي 2013 و2018 وهي كونه خارج من رحم الحزب وقواعده الشعبية حيث أنه في 2018 تمكن من إنجاز 40 وحدة قاعدية (حوالي 2000 شخصا) ، وكان في حلف الفيدرالية مريم بنت دحود والذي استطاع إسقاط الأحلاف الأخرى ، وانتزاع القيادة المحلية في ليلة مشهودة في نواذيبو.

 

المرشح الشاب معروف في أوساط الحزب وقواعده الشعبية ، ويأتي عشية حديث الفيدرالية مريم دحود بعد إعلان الحزب في البداية ترشيح العمدة القاسم بلالي حيث دعت لاجتماع وألقت فيه خطابا طالبت فيه بإنصاف أطر الحزب وبعده بساعات أعلن العمدة القاسم إلغاء ترشحه من الحزب الحاكم.

 

الميزة الثانية في المرشح الجديد هي تغلغله في أوساط الفاعلين في قطاع الصيد وفئات واسعة تعرف عليها من خلال عمله على مدى 17 سنة في نواذيبو إضافة إلى المؤسسات ورجال الأعمال الذي ينتمي إليهم.

 

الميزة الثالثة في المرشح هي كونه شاب ويتناغم مع خطاب الرئيس إعطاء العناية للشباب والإهتمام به ، ويبقى السؤال المطروح هو عن طبيعة الخطاب الذي سيتبناه الحزب في الحملة وسط مطالبة قياداته المحلية بأن يكون هادئا ويستهدف فئة الشباب ويحمل عنوان التغيير.

 

ولايمكن بأي حال من الأحوال نسيان الناشطة السياسية خديجة بنت أحمد شل التي تم إدراجها رقم 2 على اللائحة وهي إحدى أشهر الفاعلات السياسيات والعارفات بالمدينة وأسرارها السياسية ، وقد تكون ورقة مهمة في النزال المرتقب ودعيمة أساسية لمساعدة المرشح على غرار باقي أعضاء الفريق في لائحة المجلس البلدي.

 

إذن هو نزال بالغ التعقيد ، ومازالت أدوات حسمه غامضة وعلى الورق وميدانيا يبدو شبه مستحيل لكن من الصعب الأن التكهن بنتيجة معينة مع ملاحظة أن الحزب الحاكم في وضعية لايحسد عليها نتيجة ماحصل في إعلان المرشحين فهل يستطيع تجاوز تبعات الزلزال ويرتب بيته الداخل ويقلع صوب المواجهة القوية لإعادة الإعتبار ورد الصاع صاعين للمنافس الأشرس ؟ والثأر من ما حصل في 2018 وانتزاع المنصب - وهي إن حصلت ستكون إنجازا للتاريخ-؟

 

لكن قطعا لن يكون النزال سهلا على الإطلاق بحكم قوة المتنافسين ، ونقص التجربة لكن هل ستغطي إدارة الحملة ومن خلفها السلطة على كل هذه الثغرات وبالتالي تنزل إلى الميدان في الوقت بدل الضائع ، وتستطيع إنجاح المرشح وجعله عمدة أم أن ثقافة السكان ، وقوة المنافسين ستسقط ورقة التوت وينقلب السحر على الساحر صبيحة 14 مايو 2023 بإعلان الفائز؟

 

 

French English

إعلانات

إعلانات