اشتعل السباق نحو قصر الجهة المشيد حديثا في قلب مدينة نواذيبو بأزيد من 700 مليون أوقية قديمة من قبل 17 شخصية تتنافس للفوز بالقصر والمنصب على حد سواء.
رئيس الجهة المنتهية مأموريته رفقة طاقمه يمنون النفس بالعودة مجددا إلى القصر في مأمورية جديدة ، وبطاقم مختلف عن السابق، ويصفون المأمورية الماضية بأمورية غياب الصلاحيات.
يرى أنصار المجلس الجهوي المغادر أنهم واكبوا إرهاصات التأسيس، ورغم ذلك فقد تمكنوا بموارد محدودة بأن يواصلوا رغم توفير أقل من 100 مليون سنويا وهو مالايساوي 10% من ميزانيات الآخرين ،ورغم ذلك كانت هناك مكاسب تتلائم وحجم الموارد،وإن كان سقف الطموحات أكبر.
غير أن السباق هذه المرة مختلف،فالمغاضبين كثر، وسلاح المنافسة ليس بتلك القوة يعلق أحد المناوئين ، والكل أدرك الحقيقة ، وسقطت ورقة التوت والعودة إلى القصر تبدو رحلة ليست مضمونة العودة بعد أن فهم المواطنون الحقيقة ، وبات التغيير على الأبواب.
لكن أنصار الجهة يردون أنهم مستعدون،وأن رحلة المواجهة مع الخصوم ستكون قوية ،وإنهم أعدوا العدة ، وبرنامجهم قد تمت طباعته وتفصلهم فقط بضع أيام عن الدخول الفعلي في الحملات مساء 27 ابريل 2023.
فيما يرى أنصار الكرامة أن المرشح محمد يل ولد عبد السلام سيكون منافسا شرسا لمرشح السلطة محمد المامي ولد أحمد بزيد ، وربما يقلب عليه الطاولة ضمن نزال الطموح العالي.
يقول أنصار الكرامة إن مرشحهم يملك رؤية واضحة، وخبرة أيضا ، وإن يشكل بارقة أمل سكان نواذيبو في إزاحة من فشلوا في أي إنجاز ، ومن عجز عن تسيير الجهة ، وتنظيم دوارتها ،وأخيرا انتهج أسلوبا جديدا في الهجوم على العمدة القاسم بلالي.
أنصار الكرامة طافوا المدينة شرقا وغربا وشمالا وجنوبا مبشرين بمرشحهم محمد يل ولد عبد السلام، وشبه واثقين من قدرته على إسقاط مرشح السلطة وبفارق مريح صبيحة 14 مايو والجلوس في القصر الجديد ،وإنهاء مـأموية صفر إنجاز حسب قولهم.
انزاح أنصار الكرامة نحو المراكز الإدارية ، وعقدوا الإجتماعات ، ووزعوا القصاصات ، وشرحوا قيمة مرشحهم الشاب الخارج من رحم الحزب الحاكم ،والعارف بالمدينة بحكم كونه من أحد أبنائها ،ويجسد تناغم أداء المؤسسات على حد وصفهم.
وفي المقابل يدخل حزب تواصل بالنائب البرلماني القطب لمات في نزال السباق الساخن إلى قصر الجهة بعد تجربة في البرلمان الموريتاني.
ولد أمات أيضا يرى في أنصار تواصل رجل المرحلة، وورقة رابحة من أجل خوض المعركة السياسية ، ويجزمون بقدرته على إحباط أحلام المرشحين السابقين، وتكرار سناريو رفيقه الشيخ الكبير بوسيف في 2018.
ولد لمات فيما يبدو في رحلة جديدة نحو البحث عن لقب رئيس الجهة ضمن أشرس منافسة لكنه فيما يبدو زار المجاهر ، والمراكز الإدارية وعبأ فيها من أجل التصويت لصالحه 13 مايو 2023.
يؤكد أنصار تواصل أنهم واثقون من الفوز ،وإنهم لن يقبلوا أن تتكرر تجربة 2018 بعد أن فازوا وحدث ماحدث وإنهم هذه المرة سيسهرون على حماية أصواتهم والتصدي لكل تزوير حسب قولهم.
وفي المقابل يبدو طموح المرشحين الشباب كبيرا وخصوصا المرشح الشاب الشيخ ماء العينين سيدي هيبه في منافسة الأباطرة ، وفي الإطاحة بأحلامهم ضمن النزال القوي.
ولد الشيخ ماء العينين ابن نواذيبو الذي تربى في المدينة، وحمل همومها ، ودافع عنها بقلمه وسجن في سبيلها يحدوه الأمل على الأقل في الحصول على إنصاف سكانها بالتصويت لصالحه.
يرى ولد الشيخ ماء العينين أن طموح الشباب لن يظل الكتابة على وسائل التواصل الإجتماعي ، أو سلم صعود كبار الساسة بل عليهم أن يرموا بثقلهم في المعترك السياسي ، وتجريب حظوظهم وهو السبب في ترشحه في انتخابات 2023 عل وعسى أن يسجل اسمه ضمن من حقق مكاسب طيبو.
لكن أصحاب الصيد قد تكون كلمتهم فقد دفع حزب الإتحاد الوطني الدمقراطي بالفاعل الشهير في الصيد أيده بمب في رئاسة الجهة.
الحزب الذي يوصف بحزب الصيد قد يكون مفاجأة من العيار الثقيل حيث أن القطاع الأن يعيش أزمات متعددة ، والعاملون فيه يشعرون بخيبة الأمل بعد أن فعلت بهم الحكومة مافعلت.
ظروف عمال الصيد ربما تخدم مرشح قطاع الصيد الأبرز في المهمة السياسية الأصعب ، وهو العارف بدهاليز القطاع وخدم فيه لعقود من الزمن كانت كافية لأن يستشعر حجم معاناة العاملين ،وغياب الصوت الصداح الذي يطرح قضاياه بجرأة وجدية بدل المواربة.
وفي المقابل يطرح كثيرون عامل المفاجأة من قبل حزب الرباط المحسوب على الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز والذي دفع بالإطار شيخنا الناجي بل وربما يكون الحزب الذي استثمر في شعبية ولد عبد العزيز هناك رأي أخر لها في الانتخابات.
يبدو ولد الناجي في خطاب إيداع ملفه قبل أسابيع واثق من نفسه في أنهم واجهة للرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز وشعبيته،وإنهم يطالبون كل أنصاره بالتصويت لهم في مدينة نواذيبو.