على بعد 3 أيام فقط من إنطلاق الحملات الدعائية للانتخابات البلدية والتشريعية والجهوية بموريتانيا ،ماتزال العاصمة الاقتصادية نواذيبو أحد أبرز دوائر الصراع التي يتوقع أن تكون المنافسة فيها قوية للغاية.
لا أحد يستطيع الجزم بنتائج المعمعة السياسية الأشرس منذ عقود في المدينة ، وإن كانت بعض المعطيات النظرية قد ترجح كفة لاعبين سياسيين ،لكن عامل المفاجأة ، وتعدد المرشحين كلها عوامل قد تفرز ملامح خارطة جديدة لم تكن بالحسبان ، ويبقى عامل المفاجأة قائما.
منصب البلدية يبقى الصراع فيه على أشده بين مرشحين يوصفون في بعض الأوساط ب"التقليديين"، لكن الملحمة هذه المرة مختلفة تماما بحكم عدة عوامل بعضها سياسي والأخر تقليدي.
مرشح الكرامة لمنصب البلدية القاسم بلالي هو أحد الشخصيات التي قد تنافس بقوة على المنصب ، ويجزم هو بنفسه في تصريحات سابقة بثقته بالفوز بما سماها "الأصوات النظيفة" والتصدي لكل المحاولات التي قد تؤثر.
يقول أنصار الرجل إن تجربته السابقة ،وحجم تغلغله في المدينة والمكاسب التي حقق كلها عوامل قد ترجح كفته ببساطة في التصدر ،والعودة مجددا ضمن أقوى اكلاسيكو سياسي إذا انتصر فيه الرجل فقد مرغ أنوف مناوئيه في التراب ،وساهم في توجيه الضربة القاضية لهم ،وسينتزع -إن تمكن- تمثيل نواذيبو.
ويعتبر أنصار ولد بلالي أن وضعية 2013 تقريبا بكل شخوصها وتمظهراتها ونمطها تتكرر الآن ،وإنهم مطمئنون على الفوز،وإن الحزب الحاكم يمربأصعب مراحله وفتراته ، وهم واثقون من كسب الرهان وانتزاع كافة المناصب بسهولة.
غير أن طموحات أنصار ولد بلالي يرى فيها أنصار الحزب الحاكم ما يسمونها ب"الأماني"، وإن الوضع مختلف تماما عن ما ألفوه فالمرشح هذه المرة خبير إقتصادي ومالي وبرؤية لم يسبق أن تم تقديمها في تاريخ نواذيبو إضافة إلى تغلغل مرشحهم في المدينة وتاريخه مع المدينة،وكيف إستطاع أن يترك بصماته وسيصوت السكان لصالحه ، معتلبرين أن الخارطة السياسية تغيرت ، وحصاد المأمورية كان كافيا لوضع حد لها وحزم الأمتعة والمغادرة ،وهو ماستكشفه الأيام القادمة حسب قولهم.
ويرى أنصار الحزب الحاكم أن المأمورية الماضية أظهرت حجم تنامي الصراع في المدينة وإنهم قادرون على تحرير القصر البلدي والدخول فيه صبيحة 14 مايو والرقص فيه على حد تعبير القيادي في الحزب محمود لقظف.
ويعتبر أنصار الحزب الحاكم أن خط الإمداد القوي بشخصيات من الوزن الثقيل وتسلحهم ببرامج مقنعة وقيادة فريقهم الإنتخابي بخبراء إضافة إلى وجود رموز من الشخصيات التي كانت في الضفة الأخرى كلها عوامل تفسر بأن الفوز لامحالة سيكون حليفهم.
لكن بعض المتابعين يرون في مرشح "تواصل" الشيخ الكبير بوسيف ورقة جديدة قد تنافس بقوة في النزال البلدي ولم لا إحداث المفاجأة التي لم تكن متوقعة لدى المراقبين.
ولد بوسيف القادم من منصب نائب رئيس الجهة والتي كاد في استحقاقات 2018 أن ينتزعها من الحزب الحاكم تم هذه المرة الدفع به إلى منصب البلدية ، وقد يتمكن من أن ينافس بشراسة على المنصب خصوصا للكرامة والحزب الحاكم.
ربما يستثمر الشاب الثلاثيني حجم تبعات ترشيحات الحزب الحاكم ، وكونه أيضا من أبناء نواذيبو إضافة إلى رصيد حزبه الشعبي في حصد مزيد من الأصوات في السباق الإنتخابي.
فيما يبدو مرشح قطب التناوب (الصواب) ورقة قوية لم يكشف بعد عن طبيعتها بحكم تغلغل حركة ايرا في المدينة ،وكيف إستطاعت في 2019 أن تهزم مرشح الرئاسة وحصدت 19000 صوتا.
ويبقى الرهان على المرشح في إحداث مفاجأة كما يقول قادة حركة إيرا وارد تماما ، ويعتبرون أنهم سينافسون بقوة على منصب البلدية ،وأن أبرز المنافسين لهم هو العمدة القاسم بلالي.
يرى أنصار إيرا أن شعبيتهم صامتة،و أنه لاداعي للمظاهر الكرنفالية لكنهم واثقون من حصد الأصوات بأقل تكلفة ممكنة ومظاهر استعراضية على عكس بعض الأحزاب.