اشتعل السباق نحو القصر البلدي في اقتراع 13 مايو 2023 بين الغريمين التقليديين الحزب الحاكم وحزب الكرامة على مستوى مدينة نواذيبو ضمن مايسميه البعض بلقاء الإياب في 13 مايو بعد لقاء الذهاب أغسطس 2018 والذي ألحقت فيه الكرامة هزيمة قاسية بالحزب الحاكم وفازت بفارق 3000 صوت ودخلت إلى القصر البلدي للمرة الأولى بعد 20 سنة.
الضيوف هذه المرة الحزب الحاكم، قرروا الدفع بالخبير الاقتصادي أحمد خطري كرأس حربة في الدربي السياسي المثير،مع تجهيزطاقم تدريبي في الإعداد والإسناد في مواجهة العميد القاسم ولد بلالي ضمن مواجهة ستكون هي الأشرس والأكثر سخونة هذه المرة.
ولد خطري القادم من أروقة وكالة الاستثمار ، والمسلح با الخبرة الاقتصادية والتجربة في مجال التسيير ، وعراب فكرة صناديق القرض والإدخار بموريتانيا ،وخبر نواذيبو قبل 20 عاما غاب فيها عن المدينة لكن بصماته ماتزال باقية بحكم التأسيس لفكرة الصناديق المختصة في مكافحة الفقر يعلق أنصاره.
يقول ولد خطري أن رؤيته تقوم في الأساس على معرفته الحقيقية بالمدينة بعد أن عمل فيها مطلع تسعينيات القرن الماضي قبل أن ينشئ فكرة الصناديق، وهي البذرة التي يقول إنه زرعها وينتظر قطافها بعد مرور عقدين من الزمن ، واعدا بتشكيل تعاضدية للصيادين وإنشاء أندية ووداديات.
مواجهة يرى فيها الضيوف أنها الفرصة لرد الإعتبار ، وإجهاض أحلام المنافسين والثأر من ماوقع في 2018 ، وإنهاء مايصفونه في نشيدهم بالإختطاف معززين بطاقم من العيار الثقيل يقوده رئيس البرلمان السابق الشيخ بايه وعضوية أحمد يحي وبعض رجال الأعمال.
إلا أن أنصار الكرامة ،أصحاب الأرض يرون في المواجهة نفس مواجهة 2018 ، وبنفس الشخوص والوسائل والطرق، وواثقون من إلحاق الهزيمة ،وتحقيق النصر المؤزر في يوم 14 مايو 2023.
تبدو الكرامة هذه المرة في أوج الاستعداد بعد ماتصفها بالمكاسب التي تحققت في المدينة ، وكيف عرفت المأمورية واقعا مغايرا للبلدية والقصر البلدي الذي بات واجهة الدبلوماسية ،مع تحسين مستوى الخدمات والإهتمام بالأئمة والفقراء والخدمات الصحية.
ويقول أنصار الكرامة إن الوعود لم تكن كافية لإغراء الناخبين فقد وجدوا ضالتهم ،وعاينوا ماتحقق ولن يستبدلوا الواقع الماثل على أرض الواقع بمجرد وعود لن تتحقق في غالب الأحايين، وأصحابها قد يغادرون عشية الانتخابات؟
ويذهب أنصار الكرامة إلى أنه مهما كان من ضغط وسعي حثيث للتأثير إلا أن السكان باتوا أكثر وعيا وفهما وستتحطم كل المحاولات على صخور وعيهم وتثبثهم بعمدتهم القاسم بلالي يعلق أحد الداعمين.
ومها يكن فإن مباراة الإياب من الدربي تبدو معقدة ،وكل الإحتمالات فيها واردة ، فهل بالفعل تتمكن الكرامة من هزيمة الحزب الحاكم بالفعل وإخراجه نهائيا من المشهد ،وتتويج مرشحها بلقب ملك نواذيبو؟ أم أن للحزب الحاكم كلمة أخرى تقضي بالثأر وإنتزاع البلدية وإحتلال القصر البلدي والتتويج باللقب ؟