
سرد عدد من الإعلاميين معاناتهم أمام السلطات المحلية والمنتخبين في يوم العيد العالمي للصحافة لأزيد من ساعة.
وقال الإعلاميون في نقاش على هامش حفل نظمته الرابطة الوطنية للصحافة الجهوية بمدينة نواذيبو إنهم يواجهون ظروفا بالغة الصعوبة سواء من حيث الولوج إلى المعلومات، أو الحصول على التكوين أو الدعم المؤسسي متهمين الحكومة بأنها تمركز الأمور في نواكشوط.
مركزية الدعم...
الإعلامي باباه عابدين اعتبر أن الحكومة تمركز الأمور في نواكشوط،وأن الصحافة الجهوية لاتستفيد من الدعم بل إن صحافة نواكشوط هي التي تستحوذ عليه داعيا السلطات إلى إشعار الحكومة بهذا النوع وعدم تكراره.
وقال ولد باباه-وهو وجه إعلامي شهير-إن الصحافة الجهوية باتت محل التندر من قبل المؤسسات ولاتحظى في الغالب بالدعم ولا بالتكوين بالرغم من الجهود التي تقدم في نقل الأحداث ومواكبتها.
ورأى ولد باباه أن الاحتفال بيوم الصحافة العالمي هو تقليد منذ سنوات إلا أن واقع المهنة يزداد تعقيدا وظروف العاملين تزداد سوء دون أن تتغير أوضاع الإعلاميين.
بدورها رئيسة مكتب نقابة الصحفيين بداخلت نواذيبو الأمينة زيدان أبرزت محورية الإعلام ودوره في التنمية،داعية إلى التركيز على القضايا ذات البعد التنموي ،ورقابة المشاريع وإعداد تقارير عنها بغية إبراز مختلف جوانبها والاختلالات القائمة.
مطالب بالإحصاء
الإعلامي الشاب عبد الرحمن بلال انتقد مندوبية الوزارة الوصية في نواذيبو قائلا إنها لاتعرف عدد الإعلاميين ولم تكلف نفسها عناء إحصائهم أو الاجتماع بهم أو حتى متابعة ماينشر.
وقال ولد بلال إنه كان يفترض في مندوبية الثقافة بنواذيبو أن تكون لها صلة وثيقة بالإعلاميين توجيها وإرشادا ومواكبة بدل التجاهل الحاصل الأن حسب قوله.
ورأى ولد بلال أن بعض المؤسسات بالفعل لديها ناطقين رسميين، إلا أن بعض المؤسسات لاتملكهم ويصعب الحصول على المعلومة بها،داعيا إلى تسهيل الولوج إلى مصادر الأخبار والتعاطي الايجابي مع الإعلاميين فيما يخص الأحداث الجارية.
وأثنى ولد بلالي على والي نواذيبو ماحي حامد قائلا إنه منذ تعيينه بات إشراك الصحافة المحلية في الزيارات الرئاسية،ومستوى من التعاطي مع الإعلاميين.
تململ نسائي...
الإعلامية ميمونة بوكم أعربت عن عدم رضا المرأة الإعلامية من الإشراك الفعلي وكونها تبقى على الهامش، متسائلة عن السر الحقيقي في الخطوة؟ولماذا لايكون للمرأة الإعلامية نصيب الأسد في الدعوات والاهتمام؟
وقالت بنت بوكم إن الصحفية لاتقل شأنها عن الصحفي،مشيرة إلى أن نواذيبو بها صحفيات أثبتن جدارتهن وتفوقن على الصحفيين، وينبغي أن يفهم الجميع أنهن سيبحثن عن حقوقهن.
وطالبت بنت بوكم من السلطات في أن يمنحن التفاتة خاصة بالصحفية في نواذيبو ،وأن يكون هناك نوع من التمييز الايجابي بحقهن.
فوضى عارمة...
الإعلامي محمد سوله وصف الحقل في نواذيبو ب"السيبه"،وانه بات مستباح الحمى لكل من هب ودب ودون تنظيم ولاضبط متسائلا عن المقصد من هذه الخطوة.
وقال ولد سوله إن الوزارة الوصية لم تحرك ساكنا وتركت الفوضى الخلاقة في الحقل حتى بات من شبه المستحيل ضبطه وتنظيمه وتمهينه حسب قوله.
وحذر ولد سوله من ما أسماه ب"شيطنة" يتعرض لها بعض الإعلاميين ،معتبرا أن ذلك سلوك سلبي وينبغي أن يعامل الإعلاميون معاملة حسنة بعيدا عن بعض الأساليب غير المسؤولة حسب قوله.
تحدي المنصات..
الإعلامي عبد الله الزبير اعتبر أن الوسائط الإلكترونية الحديثة (المنصات) باتت تفرض نفسها بقوة ومنافسا شرسا للاعلام التقليدي،وهو مايفرض التعامل مع المعطى الجديد.
وقال ولد الزبير في ورقة قدمها إنه ينبغي التفطن للوسائط وتزويدها بالمعلومات وعدم تركها تنساق وراء الإشاعات والمعلومات الكاذبة مما قد تكون له تداعيات على المجتمع.
ونبه ولد الزبير في عرضه إلى أهمية التكوين للإعلاميين والدعم والتمهين بغية خلق إعلام جاد يواكب التنمية ويكون العين الساهرة والحارس الأمين للدمقراطية والحرية والحقوق.