
لا يزال مشروع تحويل العاصمة الاقتصادية نواذيبو إلى منطقة اقتصادية حرة يلقى تفاعلات مختلفة ومتباينة رغم مرور أكثر من سبع سنين على إعلانها في 2013 ،بدت الفكرة مغرية لما أبانت لمنظريها من فرص واعدة توقعوا الوصول إليها في الثلاثين عاما المقبلة على أن تستغرق فترة التهيئة (البنى التحتية والقوانين ..) السنينة الخمس الأولى .
والآن وقد تجاوز المشروع السنين الخمس إلا أن الفرص والآمال التي عقدت عليه لما تبرُز بعد برغم تعاقب ثلاثة رؤساء تميزت فترة كل منهم بطابع خاص يمكن اجمالها في عناوين ثلاثة :
تميزت فترة الرئيس الأسبق بالعمل على الترويج الداخلي والخارجي تمثل ذلك في زيارات مكوكية من وإلى المنطقة الحرة من وفود عربية وغربية وافريقية..أما المرحلة الثانية (الرئيس2) فقد اتسمت بمواصلة نهج سلفه الرئيس الأول بزيادة طفيفة ظهرت في تنفيذ بعض القرارات الحاسمة إلا أنها سرعان ما اصطدمت بالواقع وألبت الساكنة وذوي الاستثمارات على المشروع الوليد لتبدأ مرحلة الشيطنة وهشاشة الإيمان بجدوائية المنطقة الحرة
أما العنوان الثالث فتمثل في انتهاج أسلوب الإدارة التقليدية لسلطة المنطقة الحرة مع رئيسها الثالث حيث بدت المؤسسة التابعة للرئاسة لا تختلف كثيرا عن الإدارات الجهوية المحلية
ومع هذا كله فقد صمد المشروع الذي تلقى ما يمكن أن نصفه ب"قُبلة الحياة" مع تولي الرئيس محمد الشيخ الغزواني السلطة 2019 تمثلت في اختيار الدكتور محمد عالي سيد محمد على رأس سلطة منطقة نواذيبو الحرة
الرجل يوصف بأنه أحد منظري المشروع وأحد أهم آبائه الروحيين رفقة الرئيس الاسبق اسماعيل بدة الشيخ سيديا
تولى ولد سيد محمد رئاسة المنطقة الحرة في ظل مناخ أقل ما يوصف به الاضطراب غير أن اطلاعه عن قرب جعله يرى النور في آخر النفق وقد شكل إطلاقه لحزمة من القرارات والمشاريع الواعدة (أحياء سكنية ،تطهير الفضاء العام من العشوائيات ،العلاقات مع شركائه المحليين ...) شكل نفسا جديدا بعث الأمل في مشروع انتظره الساكنة زمنا طويلا ولما وُلِد كادت تقضي عليه التشوهات التي سببتها إدارة غير المطلعين على فلسفته التي يعد الدكتور ولد سيد عالي أبرز منظريها بحكم الخبرة والانتماء .
يرى مراقبون أن الرجل سعى منذ توليه رئاسة سلطة نواذيبو الحرة إلى تذليل العقبات والعمل وفق المتاح رغم صدور قرار بإعادة هيكلتها لتتواءم مع استراتيجية النظام الجديد في خلق جو للاستثمار والتنمية الأمر الذي جعل مراقبين يرون أننا أمام فرصة ثانية لإعادة مشروع مهم إلى جادة الطريق .