تنامى في السنوات الأخيرة أعداد اتحاديات الصيد بشكل لافت ، وباتت أكثر حضورا في التظاهرات الكبرى بقطاع الصيد على حساب النقابات البحرية التي تقلص دورها وبات شبه معدوم.
ورغم أن الإتحاديات لم تكن معروفا منها سوى واحدة إلا أنها اليوم في العاصمة الاقتصادية باتت تقترب من 10 وباتت أعدادها تتضاعف ونفوذها يزداد تدريجيا في مقابل ضمور الجانب النقابي الذي كان يفترض أن تبقى الأصوات صداحة في كشف وتعرية واقع قطاع الصيد الذي يمر بأصعب فتراته منذ عقود حسب عارفين.
وفي الوقت الذي بدا حجم "تزاحم" الإتحاديات من أجل خطف اهتمام الشركاء الأجانب والرسميين في القطاع غابت النقابات البحرية عن المجال في ظل واقع صعب يمر به الصياد والبحار والبحر على حد سواء.
ففي الوقت الذي تعكش الإتحاديات أو هي واجهات لرجال أعمال ومشغلين في نفس الوقت فإنها طرحها يتسم دوما بالهدوء وتبحث عن مصالح تخدمها وأصحابها.
لكن لم يعرف مغزى تضاعف أعداد الإتحاديات في نواذيب والمرامي الحقيقية من ورائها وهدف تقزيم النقابات البحرية التي يفترض أن تكون واجهة الحلقة الأضعف (الصياد البسيط والبحار البسيط) وهل الخطوة مقصودة من أجل تأمين قطاع الصيد من النقابات بعد ماسببته من شبه تذمر في القطاع واحتجاجات واضرابات؟
مايزال ماحل في أخر اضراب قبل شهور بين ماسمي لاحقا بمنتدى البحرية وكيف أرغم أرباب العمل على تجرع خسائر كبيرة ،وكيف رفضت النقابات البحرية مواكبتها بعد توقيعها على اتفاق برفع راتب البحار 105 ألف قديمة ووصف المضربين له أنذاك باتفاق العار قبل أن ينكسر المضربون ويتم فصل بعضهم ويعودوا إلى البواخر تحت جنح الظلام لتسخر النقابات وتصف ماوقع بالذل والهوان وفق تعبير أحد النقابيين البارزين.
مع إسدال الستار على أول اضراب وانتصار مدوي لأرباب العمل في المعركة التي تكبدوا فيها خسائر اقتصادية لكنهم ربحوا كسر إرادة فصيل وتكتل نقابي كان سيفرض مطالب برفع رواتب للعاملين في القطاع.
اليوم مر التشاور الذي نظمته وزارة الصيد وكان لحضور النقابات مساحة ضيقة في مقابل مواكبة كبيرة من قبل الإتحاديات التي ظلت حاضرة في كل صغيرة وكبيرة وبات السؤال المطروح من المعني بالحوار الإجتماعي؟هل هي النقابات ؟أم الإتحاديات؟