بعد أربعة أيام من الاجتماعات المتواصلة واللقاءات التي أجرتها أول بعثة يوفدها الحزب الحاكم إلى العاصمة الاقتصادية نواذيبو منذ استلام الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني الحكم صبيحة فاتح أغسطس 2019.
حملت البعثة إرثا ثقيلا من المطالب والمآخذ على الحزب ، وشبه غياب كامل من المشهد وطبيعة الصراعات المحلية ،ووعد رئيسها بأن ينقل بأمانة ماسمع في عديد الإجتماعات التي انهمك فيها بشكل كبير.
غادرت البعثة رسميا المدينة وهي تحمل تفاصيل المشهد وأبرز المقترحات وبشرت الأطر بإعادة بناء الحزب على أسس يجد فيها الكل ذاته قائلة إنه يبدأ من نقطة الصفر وسيبنى على الأخلاق وسيكون حزبا فاعلا وفق تعبير رئيسها.
لكن الأطر ينتظرون طبيعة القرارات المركزية التي ستتم بلورتها من لدن القيادة وهل بالفعل ستتجه إلى إعادة تشكيل وبناء الحزب على أسس جديدة؟ أم أن انهماك الحكومة في تركة العشرية الثقيلة وحجم التحديات سيؤجل الملف السياسي إلى إشعار جديد؟
يرى مقربون من لحزب الحاكم أن هناك خياران مطروحان الأول هو إعادة ترميم البيت الداخلي للحزب بعد العشرية وحرب المرجعية التي فجرت خلافا بين الرئيسين ماتزال تبعاته لم تحسم بعد وبالتالي من الضروري ايجاد طريقة جديدة لإحتواء الوافدين الجدد فيما يرى آخرون أن التوقيت الآن لايسمح بذلك ولن يتغير في الأفق القريب أي شيئ على الأقل حتى طي الملف وربما يأخذ سنوات.
وعلى العموم يبقى الجانب السياسي ضعيفا فيما يغيب الحزب عن مواكبة منجزات الرئيس في المدينة تاركا الباب مشرعا أمام مناوئي الرئيس من المدونين والسياسيين وهو التحدي الذي مازال قائما بعد عامين من مأمورية الرئيس.
وعلى العموم تبقى بعثة نواذيبو التي تواجه أصعب اختبار بحكم إرسالها إلى مدينة نواذيبو المعقدة سياسيا والتي عرفت اجتماعاتها سخونة كشفت عن حجم الخفي من الأمور السياسية.
وكان لافتا تهرب البعثة من الحديث للإعلام المحلي وتفضيل لقاء الأطر التقليدية والساسة على الإعلام الذي لم يكن أبدا على أجندتها بالرغم من إظهار بعض مرافقي رئيس البعثة الإهتمام به دون أن ينعكس ذلك في الحديث له.