شكلت زيارة وزير الداخلية واللامركزية وقادة الأمن بموريتانيا رسالة بالغة الدلالة في توقيت وظرف حساس بعد عمليات قتل في المدينة وموجة انتقاد واسعة من الطيف السياسي لحجم التحديات في عاصمة الاقتصاد والإستثمار.
بدا حجم الوفد كبيرا ومعبرا فالممسك بملف الأمن في البلد وقادته يحلون ضيوفا على المدينة ويلتقون السلطات والأحزاب بمختلف تشكيلاتها والمجتمع المدني في ما اعتبر مساع لتعميق النقاش حول القضية الأمنية ورسم ملامح خطة تشاركية في قضية تهم الجميع.
عرفت الإجتماعات نوعا من الإنفتاح وغابت الإجراءات المشددة وبات بإمكان الجميع أن يحضر إلى القاعة التي بها الممسك الأول بزمام الأمن الداخلي والفرقاء والألوية في نفس القاعة فيما اعتبر رسالة أخرى تشي بإعطاء صورة مغايرة وإدراك حجم الخطر وضرورة طمأنة الجميع وسماع أرائه.
كان لافتا في أن يتنقل وزير الداخلية بنفسه إلى ذوي الضحايا ويزورهم بنفسه رفقة القادة الأمنيين فيما اعتبر رسالة مواساة ومسعى لتقديم صورة عن الأخلاق ومراعاة مشاعر الأسر المكلومة والتي فقدت أحباء سقطوا بسبب مجرمين في لحظة سكر.
ولأول مرة من نوعها في العاصمة الاقتصادية يجلس وزير الداخلية أمام الصحفيين ويتحدث عن بعض الملفات الأمنية ، ويفتح الباب أمام أسئلتهم فيما اعتبر درسا جديدا قدمته الداخلية في التعاطي مع الإعلاميين وهذه المرة دون تمييز وهي رسالة ينبغي أن تفهمها بقية الوزراء الذين دأب بعضهم على إقصاء الإعلام المستقل وتجاهله بشكل كامل لكن يبدو أنه ينبغي أن يستوعب الدرس الجديد.
تحدث وزير الداخلية 22 دقيقة أمام الصحفيين عن ملامح الخطة الأمنية المحلية وحزمة التدابير التي تم اتخاذها معبرا عن رضاه عن حجم الإجراءات التي تم اتخاذها وطبيعة الصراحة التي طبعت النقاش مع مجمل ساسة المدينة حول مجمل القضايا التي أثاروا.
استرسل الوزير في الحديث عن قضية جريمة نواذيبو وسرد مسارها وكيف حدثت معتبرا أن مشكل المخدرات بات يفرض تكاتف جهود الجميع بدء من الأسرة ومرورا بالمجتمع متعهدا بأن تضرب الدولة بيد من حديد على كل من يريد أن يخالف القانون وهي رسالة أخرى بعث بها الوزير.
بدا الوزير وهو محاط بكبار معاونيه وقبل ذلك القادة الأمنيين واثقين من نجاعة الإجراءات التي اتخذت ، وتبقى الأيام القادمة كفيلة بكشف حقيقة ماحدث وهل نجحت الخطة المحلية؟وهل الطمأنة التي بعث بها الوزير في محلها؟