صحيفة ثقافية تنشر مقالا للكاتبة الجهوية لنقابة الصحفيين بنواذيبو

ثلاثاء, 21/05/2024 - 19:40

نشرت صحيفة ثقافية تتبع لوزارة الثقافة مقالا للكاتبة الجهوية لنقابة الصحفيين الموريتانية الإعلامية لمينة زيدان.

 

وتحدث المقال عن دور المرأة في العاصمة الاقتصادية في المحظرة وإسهاماتها في نشر العلم والمعرفة.

 

وفيما يلي نص المقال :

 

تُظهر المرأة الموريتانية في مدينة انواذيبو روح الجد واستشعار المسؤولية في التربية والتعليم، والتوجيه والإرشاد، مجافية بذلك سفاسف الأمور،  ومضيعة الوقت والجهد، متعالية إلى ما ينفع الناس ويمكث في الأرض.

 

ويظهر ذلك بصمةً جلية، في حفاظها على استمرار التعليم المحظري الذي يشكل صمام الأمان في تحصين المجتمع من الوافد الفكري، المُخالف لثقافته ومعتقده الإسلامي.

 

أجل تشرف سيدات في العاصمة الاقتصادية انواذيبو على محاظر عديدة، تستقبل الأطفال و النساء، لتغرس فيهم  المباديء السامية، والقيم الفاضلة، و تُخَرِج الحفاظ والحافظات لكتاب الله العزيز.

 

ومن هذه المحاظر، محظرة الشيخة "الزهرة"، ومحظرة "يتلونه حق تلاوته"،  ومحظرة "آل ياسر سمية"،  ومحظرة "البشرى"، ومحظرة "أم المؤمنين"...

 

تساهم ، هذه المحاظر في نشر العلوم الشرعية: القرآن الكريم، وأحكام التجويد، والسيرة النبوية والفقه المالكي، وعلوم اللغة العربية.

 

  ويتميز طلابها بالتحلي بالأخلاق الرفيعة، والمثابرة على تحصيل العلوم، بالابتعاد عن الغيبة والبهتان والنميمة، والبغض والحسد، والسخرية والاستهزاء، والكِبر واتباع الهوى، وكل شاغل عن عبادة الله تعالى.

 كما يسعون للمثل العليا، ويحرصون على مرضاة الله، ويقتدون برسوله، صلى الله عليه وسلم .

 

عن أجواء هذه المحاظر تتحدث  الشابة "توتو" طالبة علوم شرعية، بإحدى المحاظر المذكورة: "جو المحاظر لا يوصف بالكلمات، غير أنه يمن الله عليكِ بالانتساب لمحظرة تطلبين فيها العلم الشرعي، تأتينها حاملةً هموم الدنيا،  تواجهك جماعة من النساء،  كل واحدة منهن تحمل مصحفها، تقرأ السورة تلو الأخرى،  تسمعين القرآن،  وأنت لم تنه حفظه بعد، تصحح واحدة، وتراجع أخرى.

سبحان الله!

حقيقة، شعور لا يوصف ، طمأنينة وروحانية، تُذهبُ الهمومَ والحَزن، تدخلين جوًا ثانيا،  غير الذي جئتِ به".

وتضيف: المحظرة لا يُستغنى عنها وعن جوها الروحاني، حين تترددين عليها مرة و ثانية، تدمنين عليها، وفعلا المحاظر هنا متميزة، يدرسون القرآن بالتجويد ، قلوبٌ خاشعة.

و تستطرد بالقول: " ... خيركم من تعلم القرآن و علمه).

و تحكى الحافظة لكتاب الله العظيم، النجاة، عن تجرتبها في المحظرة: "اليوم الذي ختمت فيه حفظ القرآن ، كان من أفضل أيامي لحد الساعة.

التحقت بمحظرة يتلونه حق تلاوته، عندما كنت في السنة الرابعة اعدادية.

بتوفيق من الله عز وجل، وبركة القرآن ، وجهد شيخاتي و دعاء الوالدين، حصلت على شهادة ختم الدروس الاعدادية، في نفس العام، نلت الرتبة الأولى في مسابقة على مستوى المحاظر هنا، تزامنت مع امتحاناتي في الإعدادية ، أتذكر أنه، كان مقرر  فيها، حفظ الخُمس الأول من القرآن الكريم.

تابعت التعليم المحظري و العصري معا.

وفي العام الذي ختمت فيه حفظ القرآن، نجحت في مسابقة ختم الدروس الثانوية(باك).

و للصراحة: عندما أتذكر أجر حافظ القرآن، وشفاعة حامله في والديه، وتاج الوقار  الذي يجعله على رأس  والديه يوم القيامة، أنسى الدنيا وما فيها.

أتابع الآن دراستي في معهد ابن ياسين بنواذيبو، و أستحضر دوما، الروتين المحظري، و الجو الروحاني"

 

و تقول سلكه، أم لأبناء يتلقون العلوم بمحظرة الشيخة الزهرة : "أشعر بالغبطة والسرور والفخر والاعتزاز بشيخات المحاظر، ينشرون العلم والأخلاق الحميدة، يعلمن الناس الخير".

 

  عبر هذه الصروحِ العلميةِ الشامخة، المتمثلة في المحاظر، يسطع نجم هؤلاء النسوة لامعا، مسطراً مثالا يحتذى به، في الحفاظ على الهُوِّية الدينية و الثقافية، في ظرف تطغى فيه المادة و تتلاشى القيم.

 

French English

إعلانات

إعلانات